ولهذا يوجد منهم في
كلّ متشابه سألوهم عنه ما هو من أجلّ التأويلات .
فمن ذلك ما يظهر من بعض الأخبار من
تأويل ما يدلّ على الرؤية برؤية القلب ، أي : كمال المعرفة واليقين ، أو رؤية
ثوابه وعظمة صنائعه ، كما في الحديث أنّ الصادق عليهالسلام سئل
عن قوله : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ *
إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )فقال : « إنّما المراد إلى ثواب ربّها ».
وعن عليّ عليهالسلام أنّه
قال : « إنّ المعنى منتظرة لثواب ربّها ».
وقيل لأبي محمّد العسكري عليهالسلام : هل رأى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ربّه
؟ فقال : « إنّ اللّه تعالى أرى رسوله صلىاللهعليهوآله
بقلبه من نور عظمته ما أحبّ ».
وقيل لعليّ عليهالسلام :
يا أمير المؤمنين ، هل رأيت ربّك حين عبدته ؟ فقال : « ويلك ! ما كنت أعبد ربّاً
لم أره » ، فقيل له : وكيف رأيته ؟ فقال : « ويلك ، لا تدركه العيون في مشاهدة
الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ».
هذا هو خلاصة مذهب الإماميّة في باب
التوحيد ، ومعرفة الذات والصفات على نحو ما ورد عن أئمّتهم عليهمالسلام في متواتر الروايات .
فأمّا ما نُسب إلى بعضٍ من الإماميّة ،
بل من أصحاب الأئمّة عليهمالسلام
__________________