وهي سبع آيات بالبسملة إن كانت منها ، والسابعة (صِراطَ الَّذِينَ) إلى آخرها ، وإن لم تكن منها فالسابعة (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ) إلى آخرها ، ويقدر في أولها قولوا ليكون ما قبل (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) مناسبا له ، بكونها من مقول العباد.
____________________________________
أبو الفتح الطيب بمدينة الموصل سنة إحدى وستمائة ، وقال : بالله العظيم لقد سمعت من أبي بكر من فمه ولفظه وهو أبو الفضل بن محمد الكاتب الهروي وقال : بالله العظيم لقد حدثنا أبو بكر الشاشي الشافعي من لفظه وقال : بالله العظيم لقد حدثني عبد الله المعروف بأبي نصر السرخسي وقال : بالله العظيم لقد حدثنا محمد بن الفضل وقال : بالله العظيم لقد حدثنا محمد بن يحيى الوراق الفقيه وقال : بالله العظيم لقد حدثني محمد بن الحسن العلوي الزاهد وقال : بالله العظيم لقد حدثني موسى بن عيسى وقال : بالله العظيم لقد حدثني أبو بكر الراجعي وقال : بالله العظيم لقد حدثني أنس بن مالك وقال : بالله العظيم لقد حدثني محمد المصطفى وقال : بالله العظيم لقد حدثني جبريل وقال : بالله العظيم لقد حدثني إسرافيل وقال : قال تعالى : يا إسرافيل بعزتي وجلالي وجودي وكرمي من قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم مرة بفاتحة الكتاب مرة واحدة ، اشهدوا أني غفرت له ، وقبلت منه الحسنات ، وتجاوزت عنه السيئات ، ولا أحرق لسانه في النار ، وأجيره من عذاب القبر ، وعذاب النار ، والفزع الأكبر ، ويلقاني قبل الأنبياء والأولياء أجمعين ا ه ، من المناوى على الجامع الصغير. قوله : (إن كانت منها) الخ ، هذا التعبير يوهم في بادىء الأمر ، أنها إن لم تكن منها فليست سبعا ، مع أنه يخالف ما بعده ، فالمناسب أن يقول : سبع آيات ، فإن كانت البسملة منها فالسابعة (صِراطَ الَّذِينَ) إلى آخرها ، وأن لم تكن منها فالسابعة (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) إلى آخرها ، وبعضهم جعل البسملة منها ، وجعل (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) الخ ثامنة ، وبعضهم جعلها ست آيات ، والبسملة ليست منها ، وهذان القولان مرجوحان ، واعلم أنه اختلف في البسملة فقيل : ليست آية من الفاتحة ، بل ولا من كل سورة سوى سورة النمل ، وإنما يندب الابتداء بها كالاستعاذة ، وعليه قراءة المدينة والبصرة والشام وفقهاؤها والأوزاعي ومالك ، مستدلين بما روي عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، أنه كان يفتتح أحدهم بالفاتحة في صلاته إماما من غير أن يقول : بسم الله الرحمن الرحيم ، وعمل أهل المدينة حجة ، وقيل : آية من الفاتحة من كل سورة ، وعليه قراء مكة والكوفة وفقهاؤها وابن المبارك والشافعي مستدلين بما روي أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا قرأتم (الْحَمْدُ لِلَّهِ) فاقرؤوا (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني ، و (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) إحدى آياتها» والحاصل : أن البسملة من كلام الله قطعا ، فمن أنكرها كفر ، وكونها آية من كل سورة أو لا ، خلاف بين الأئمة. قوله : (فالسابعة (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ) الخ ، إن قلت : إن لفظ؟ (غَيْرِ) صفة لما قبلها ، والصفة مع الموصوف كالشيء الواحد ، فكيف تكون آية مستقلة؟ أجيب : بأن (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) صفتان لله ؛ مع أنه مجمع على أنهما آيتان ، فكذلك يقال هنا ، ونوقش بأن لفظ (غَيْرِ) أشد افتقارا إلى ما قبله من غيره ، لأنه لا يتم معناه إلا بما قبله ، فكان معه كالشيء الواحد ، وأما (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ونحوه إذا أعرب نعتا ، فليس بهذه المثابة ، بدليل القراءة الشاذة برفعهما أو نصبهما ، فإنهما يخرجان عن الارتباط. أجيب : بأن الآية لا يشترط فيها عدم ارتباطها بما قبلها ، وقد تخلص المفسر من هذا الإشكال بإعرابه بدلا كما يأتي. قوله : (ويقدر في أولها) أي الفاتحة قبل البسملة على القول بأنها منها أو بعدها ، وقيل : الحمد له