بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة العلق
مكيّة
وآياتها تسع عشرة
صدرها إلى ما لم يعلم أول ما نزل من القرآن وذلك بغار حراء. رواه البخاري (بِسْمِ
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة اقرأ (العلق) مكية
وهي تسع عشرة آية
وفي نسخة سورة العلق ، وفي أخرى سورة القلم ، فأسماؤها ثلاثة. قوله : (أول ما نزل من القرآن) أي ثم بعده ن والقلم ، ثم المزمل ، ثم المدثر ، وهكذا قال الخازن. ولكن المشهور عن غيره ، أن الأول ما نزل بعد اقرأ ، سورة المدثر ، واختلف السلف في ترتيب سورة القرآن ، والصحيح أن اختلافهم كان قبل عرض القرآن على جبريل في المرة الأخيرة ، ومن يوم العرض المذكور ، رتب رسول الله صلىاللهعليهوسلم القرآن على ما هو عليه الآن. عن ابن وهب قال : سمعت مالكا يقول : إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعونه من رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وذكر ابن الأنباري في كتابه الرد ، أن الله تعالى أنزل القرآن جملة إلى سماء الدنيا ، ثم فرقه على النبي صلىاللهعليهوسلم في عشرين سنة ، وكانت السورة تنزل في أمر يحدث ، والآية تنزل جوابا لمستخبر يسأل ، ويوقف جبريل النبي صلىاللهعليهوسلم على موضع السورة والآية ، فانتظام السور كانتظام الآيات والحروف ، فكله عن رسول الله خاتم النبيين ، عن رب العالمين ، فمن أخر سورة مقدمة ، أو قدم أخرى مؤخرة ، كمن أفسد نظم الآيات ، وغير الحروف والكلمات ، ولا حجة على أهل الحق في تقديم البقرة على الإنعام ، والإنعام نزلت قبل البقرة ، لأن النبي صلىاللهعليهوسلم أخذ عنه هذا الترتيب ، وهو كان يقول : ضعوا هذه السورة موضع كذا وكذا من القرآن ، وكان جبريل عليهالسلام يوقفه على مكان الآيات انتهى. إن قلت : حيث كان الجمع والترتيب من رسول الله ، فما معنى قولهم : إن عثمان بن عفان جامع القرآن؟ فالجواب : أن النبي صلىاللهعليهوسلم روى عنه القرآن وترتيبه حفظا لا وضعا في المصاحف ، وعثمان جمعه في المصحف على طبق الحفظ المروي عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فإن المحفوظ كان مفرقا في صدور الرجال ، وفي صحائف غير كاملة ، فليفهم هذا المقام. قوله : (رواه البخاري) أي وعبارته عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت : أول ما بدىء به رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الوحي الرؤيا الصالحة ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يخلو بغار حراء ، ويتحنث فيه الليالي ذوات العدد ، ثم يرجع إلى خديجة ويتزود لمثلها ، حتى جاءه