بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الشّمس
مكيّة
وآياتها خمس عشرة
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالشَّمْسِ وَضُحاها) (١) ضوئها (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها) (٢) تبعها طالعا عند غروبها (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها) (٣) بارتفاعه (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) (٤) يغطيها بظلمته ، وإذا في الثلاثة لمجرد الظرفية ، والعامل فيها فعل القسم (وَالسَّماءِ وَما بَناها) (٥)
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة والشمس مكية
وهي خمس عشرة آية
أقسم سبحانه وتعالى بسبعة أشياء ، إظهارا لعظمة قدرته وانفراده بالألوهية ، وأشار إلى كثرة مصالح تلك الأشياء وعموم نفعها. قوله : (وَضُحاها) أي وهو وقت ارتفاعها. والحاصل : أن الضحوة ارتفاع النهار ، والضحى بالضم والقصر فوق ذلك ، والضحاء بالفتح والمد ، إذا امتد النهار كاد ينتصف. قوله : (ضوئها) هو أحد أقوال ثلاثة ، وقيل : هو النهار كله ، وثالثها : هو حر الشمس ، وحكمة القسم بذلك ، أن العالم في وقت غيبة الشمس عنهم كالأموات ، فإذا ظهر أثر الصبح ، صارت الأموات أحياء ، وتكاملت الحياة وقت الضحوة ، وهذه الحالة تشبه أحوال القيامة ، ووقت الضحى يشبه استقرار أهل الجنة فيها. قوله : (تبعها) أي ظهر ضوؤه وسلطانه بعد غروبها وخلفها في انتشار الضياء ، فلا ينافي أنه قد يوجد مصاحبا لها ، كالليلة الخامسة من الشهر مثلا. قوله : (طالعا عند غروبها) حال من ضمير (تبعها) والمراد ظهوره بعد غيبتها في أي وقت من الليل ، فيشمل أول الشهر وأوسطه وآخره. قوله : (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها) الضمير المستتر المرفوع ، إما عائد على (النَّهارِ) أو على الله تعالى ، والبارز المنصوب إما للشمس أو للظلمة ، والمعنى : أظهرها وكشفها. قوله : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) أتى به مضارعا ، ولم يقل غشيها للفواصل ، أو إشارة لدوام القسم بهذا الأمر ، واستمراره شيئا بعد شيء ، فلم يلتزم فيه صيغة الماضي ، وأتى به متوسطا ، إشارة إلى أن ما قبله وما بعده محمول عليه. قوله : (يغطيها بظلمته) أي فيزيل ضوءها ، فالنهار يجليها ويظهرها ، والليل يغطيها ويسترها. (لمجرد الظرفية) من إضافة الصفة للموصوف ، أي الظرفية المجردة عن الشرطية. قوله : (والعامل فيها فعل القسم) استشكل بأنه يلزم عليه اختلاف العامل