بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الغاشية
مكيّة
وآياتها ست وعشرون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هَلْ) قد (أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) (١) القيامة ، لأنها تغشى الخلائق بأهوالها (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ) عبر بها عن الذوات في الموضعين (خاشِعَةٌ) (٢) ذليلة (عامِلَةٌ
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الغاشية مكية
وهي ست وعشرون آية
أي بالإجماع. قوله : (هَلْ أَتاكَ) أشار المفسر إلى أن (هَلْ) بمعنى قد ، وقوله : (أَتاكَ) أي في هذه السورة ، فالماضي إخبار عما وقع له في الحال ، ويصح أن يراد بالاستفهام ، التعجب والتشويق إلى استماع حديثها المذكور بقوله : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ) الخ ، قوله : (الْغاشِيَةِ) من الغشاء وهو الغطاء ، ومنه الغشاوة وهي شيء يغطي العين. قوله : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ) الخ ، استئناف واقع في جواب سؤال مقدر تقديره وما حديث الغاشية ، و (وُجُوهٌ) مبتدأ سوغ الابتداء به وقوعه في معرض التفصيل ، و (خاشِعَةٌ) خبره ، و (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ) خبران آخران. قوله : (يَوْمَئِذٍ) أي يوم إذ غشيت ، فالتنوين عوض عن جملة. إن قلت : إنه لم يتقدمها جملة يصح أن يكون التنوين عوضا عنها. أجيب : بأن تقدمها لفظ الغاشية ، وهو في معنى الجملة ، لأن أل موصولة باسم الفاعل ، فكأنه قال التي غشيت ، فالتنوين عوض عن هذه الجملة التي انحل لفظ الغاشية إليها. قوله : (عبر بها عن الذوات) أي فهو مجاز مرسل من التعبير عن الكل بالجزء ، خص الوجه لأنه أشرف الأعضاء ، ولأنه يظهر عليه ذلك أولا. قوله : (بالسلاسل والأغلال) أي بسبب جر السلاسل وحمل الأغلال ، وكذلك يخوضون في النار خوض الإبل في الوحل ، والصعود والهبوط في تلال النار ، قال تعالى : (إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ) وهذا جزاء لما ارتكبوه من إراحة أبدانهم في اللذات والشهوات قال سعيد بن جبير : تكبرت في الدنيا عن طاعة الله تعالى ، فأعملها الله تعالى وأنصبها في النار ، بجر السلاسل الثقال وحمل الأغلال والوقوف حفاة عراة في العرصات ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. قوله : (بضم التاء وفتحها) أي فهما قراءتان سبعيتان ، والضمير للوجوه على كل.