(فَصَلَّى) (١٥) الصلوات الخمس ، وذلك من أمور الآخرة ، وكفار مكة معرضون عنها (بَلْ تُؤْثِرُونَ) بالتحتانية والفوقانية (الْحَياةَ الدُّنْيا) (١٦) على الآخرة (وَالْآخِرَةُ) المشتملة على الحنة (خَيْرٌ وَأَبْقى) (١٧) (إِنَّ هذا) أي إفلاح من تزكى ، وكون الآخرة خيرا (لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى) (١٨) أي المنزلة قبل القرآن (صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) (١٩) وهي عشر صحف لإبراهيم ، والتوراة لموسى.
____________________________________
تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى). قلت : يا رسول الله فما كانت صحف موسى؟ قال : «كانت عبرا كلها ، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، عجبت لمن أيقن بالنار كيف يضحك ، عجبت لمن رأى الدنيا وتقبلها بأهلها كيف يطمئن إليها ، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم يغضب ، عجبت لمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل». وعن أبي ذر أيضا قال : «قلت يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم؟ قال : كانت أمثالا كلها ، أيها الملك المسلط المبتلي المغرور ، إن لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ، ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم ، فإني لا أردها ولو كانت من فم كافر ، وكان فيها أمثال ، وعلى العاقل أن يكون له ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يفكر فيها في صنع الله عزوجل ، وساعة يخلو فيها لحاجته في المطعم والمشرب ، وعلى العاقل أن لا يكون طامعا في ثلاث : تزود لمعاد ، ومرمة لمعاش ، ولذة في غير محرم ، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه ، مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه ، ومن عد كلامه من عمله ، قل كلامه إلا فيما يعنيه ، قال : قلت : فما كانت صحف موسى؟ قال : كانت عبرا إلى آخره». وقوله : ومرمة لمعاش ، أي إصلاح له.