بذكر فرعون عن أتباعه. وحديثهم أنهم أهلكوا بكفرهم ، وهذا تنبيه لمن كفر بالنبي صلىاللهعليهوسلم والقرآن ليتعظوا (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ) (١٩) بما ذكر (وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ) (٢٠) لا عاصم لهم منه (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ) (٢١) عظيم (فِي لَوْحٍ) هو في الهواء فوق السماء السابعة (مَحْفُوظٍ) (٢٢) بالجر من الشياطين ومن تغير شيء منه ، طوله ما بين السماء والأرض ، وعرضه ما بين المشرق والمغرب ، وهو من درة بيضاء ، قاله ابن عباس رضي الله عنهما.
____________________________________
فرعون وثمود بالذكر لشهرتهما عند العرب. قوله : (وحديثهم أنهم) الخ ، أي فهو ما صدر عنهم من التمادي في الكفر والضلال ، وما حل بهم من العذاب. قوله : (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي من قومك ، وهو اضراب انتقال للأشد كأنه قيل : ليس حال هؤلاء بأعجب من حال قومك ، فإنهم مع عملهم بما حل بهم لم ينزجروا. قوله : (فِي تَكْذِيبٍ) (بما ذكروا) أي النبي والقرآن. قوله : (وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ) أي وهم في قبضة قدره وتصريفه ، كالشيء المحاط به ، الذي لا يجد مخلصا ولا مفرا فيجازيهم بأعمالهم.
قوله : (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ) اضراب عن شدة تكذيبهم ، وعدم كفهم عنه إلى وصف القرآن بما ذكر ، اشارة إلى أنه لا ريب ولا شك فيه ، ولا يصل إليه تكذيب هؤلاء. قوله : (فوق السماء السابعة) أي معلق بالعرش. قوله : (بالجر) أي والرفع فهما سبعيتان ، فالجر على أنه نعت للوح ، والرفع على أنه نعت للقرآن. قوله : (طوله ما بين السماء) الخ ، أي وهو عن يمين العرش ، مكتوب في صدره : لا إله إلا الله وحده ، دينه الإسلام ، ومحمد عبده ورسوله ، فمن آمن بالله وصدق بوعده واتبع رسله أدخله جنته. قوله : (وهو من درة بيضاء) أي وحافتاه الدر والياقوت ، ودفتاه ياقوتة حمراء ، وقلمه النور ، وكتابته نور معقود بالعرش ، وأصله في حجر ملك.