بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الانفطار
مكيّة
وآياتها تسع عشرة
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) (١) انشقت (وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) (٢) انقضت وتساقطت (وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ) (٣) فتح بعضها في بعض فصارت بحرا واحدا واختلط العذب بالملح (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) (٤) قلب ترابها وبعث موتاها ، وجواب إذا وما عطف عليها (عَلِمَتْ نَفْسٌ) أي كل نفس وقت هذه المذكورات ، وهو يوم القيامة (ما قَدَّمَتْ)
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الانفطار مكية
وهي تسع عشرة آية
مناسبتها لما قبلها ، وما بعدها ظاهرة ، لأن كلا متعلق بيوم القيامة. قوله : (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) الخ ، اعلم أن المراد بهذه الآيات ، بيان تخريب العالم وفناء الدنيا ، وذلك أن السماء كالسقف ، والأرض كالبناء ، ومن أراد تخريب دار ، فإنه يبدأ أولا بتخريب السقف ، ثم يلزم من تخريب السماء انتثار الكواكب ، ثم بعد تخريب السماء والكواكب ، يخرب كل ما على وجه الأرض من البحار ، ثم بعد ذلك تخرب الأرض التي فيها الأموات. قوله : (انشقت) أي لنزول الملائكة. قوله : (انقضت وتساقطت) أي فالانتثار استعارة لإزالة الكواكب ، فشبهت بجواهر قطع سلكها وطوى ذكر المشبه به ، ورمز له بشيء من لوازمه وهو الانتثار ، فإثباته تخييل على طريق الاستعارة المكنية. قوله : (فُجِّرَتْ) العامة على قراءته مبنيا للمفعول مشددا ، وقرىء شذوذا بالبناء للفاعل وللمفعول مع التخفيف. قوله : (فتح بعضها في بعض) أي لزوال البرزخ الحاجز. قوله : (بُعْثِرَتْ) يرادفه في معناه بحثر بالحاء ، فهما مركبان من البعث والبحث ، مضموما إليهما راء. قوله : (قلب ترابها) أي الذي أهيل على الموتى وقت الدفن ، وصار ما كان في باطن الأرض ظاهرا على وجهها. قوله : (عَلِمَتْ نَفْسٌ) أي علما تفصيليا ، وإلا فالعلم الإجمالي حصل لهم عند الموت ، حين يرى كل مقعده من الجنة أو النار ، واعلم أن الإنسان يعلم ما قدمه من خير وشر عند موته علما إجماليا ، فيعلم أنه من أهل السعادة أو الشقاوة ، فإذا بعث وقرأ صحيفته ، علم ذلك تفصيلا.