أي القرآن (تَذْكِرَةٌ) (٥٤) عظة (فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ) (٥٥) قرأه فاتعظ به (وَما يَذْكُرُونَ) بالياء والتاء (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى) بأن يتقى (وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (٥٦) بأن يغفر لمن اتقاه.
____________________________________
تعنتوا ، بل كانوا يكتفون بأي دليل ويؤمنون. قوله : (استفتاح) أي أوردع وزجر. قوله (فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ) من شرطية ، و (شاءَ) شرطها ، و (ذَكَرَهُ) جوابها. قوله : (بالياء والتاء) أي فيهما سبعيتان. قوله : (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) أي لا يحصل منكم ذكر ، إلا في حال مشيئة الله له أي إرادته ، لأن ما أراده يقع ولا بد فيه ، تسلية للنبي حيث ينظر للحقيقة ، وأن توحيدهم ليس بحولهم وقوتهم ، قال بعض العارفين عن لسان الحضرة.
أيها المعرض عنا |
|
إن إعراضك منا |
لو أردناك جعلنا |
|
كل ما فيك يردنا |
قوله : (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى) أي حقيق بأن تمتثل عباده أوامره وتجتنب نواهيه. قوله : (وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) أي هو جدير بأن يغفر لمن تقاه ، ورد في الحديث أنه صلىاللهعليهوسلم قال في هذه الآية : «يقول الله تعالى : أنا أهل أن أتقى ، فمن اتقى أن يشرك بي غيري ، فأنا أهل أن أغفر له».