من عذابه (فَأَتاهُمُ اللهُ) أمره وعذابه (مِنْ حَيْثُ لَمْ
يَحْتَسِبُوا) لم يخطر ببالهم من جهة المؤمنين (وَقَذَفَ) ألقى (فِي قُلُوبِهِمُ
الرُّعْبَ) بسكون العين وضمها ، الخوف ، بقتل سيدهم كعب بن الأشرف (يُخْرِبُونَ) بالتشديد والتخفيف من أخرب (بُيُوتَهُمْ) لينقلوا ما استحسنوه منها من خشب وغيره (بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ
فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ) (٢) (وَلَوْ لا أَنْ
كَتَبَ اللهُ) قضى (عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ) الخروج من الوطن (لَعَذَّبَهُمْ فِي
الدُّنْيا) بالقتل والسبي ، كما فعل بقريظة من اليهود (وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ
النَّارِ) (٣) (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ
شَاقُّوا) خالفوا (اللهَ وَرَسُولَهُ
وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٤) له (ما قَطَعْتُمْ) يا مسلمين (مِنْ لِينَةٍ) نخلة (أَوْ تَرَكْتُمُوها
قائِمَةً
____________________________________
و () مبتدأ مؤخر ، والجملة خبر () قوله : (أمره وعذابه) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف
مضاف ، وبه اندفع ما أوهمه ظاهرة الآية ، من أن الله تعالى يوصف بالإتيان ، فأفاد
بأن الآية من قبيل المتشابه ، وأوله بتقدير مضاف نظير () قوله : (لم يخطر ببالهم) تفسير لقوله : () قوله : (من جهة المؤمنين) إضافة جهة لما بعده بيانية.
والمعنى : جاءهم عذاب الله من جهة لا تخطر ببالهم وهم المؤمنون ، لأنهم مستضعفون
بالنسبة لهم ، فلا يخطر ببالهم أنهم يقدرون عليهم.
قوله : ()
أي أنزله فيها بشدة. قوله : (بسكون العين وضمها) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله : (بقتل
سيدهم) أي وكان قتله في ربيع الأول من السنة الثالثة كما تقدم. قوله : ()
مستأنف أتى به للإخبار عنهم بذلك. قوله : (بالتشديد والتخفيف) أي فهما سبعيتان.
قوله : (من أخرب) راجع للتخفيف ، وأما التشديد فهو من خرب. قوله : (من خشب)
بفتحتين وضمتين وضم وسكون جمع خشبة. قوله : ()
أي من داخل الحصون ، وقوله : ()
أي من خارجها ليدخلوها ، وعطفها على أيديهم من حيث إنهم سبب في ذلك ، لأن بني
النضير لما نقضوا العهد ، كأنهم سلطوا المؤمنين على تخريب دورهم. قوله : ()
أي اتعظوا بحالهم ولا تغتروا ولا تعتمدوا على غير الله ، فالاعتبار النظر في حقائق
الأشياء ، ليستدل بها على شيء آخر.
قوله : ()
الخ ، ()
مصدرية ، وهي وما دخلت عليه في تأويل مصدر مبتدأ ، وخبره محذوف وجوبا ، والتقدير
لو لا الكتب موجود. قوله : ()
بالفتح والمد ، يطلق على الخروج من الوطن والاخراج منه ، وهو المراد هنا ، ويطلق
على الأمر الجلي الواضح. قوله : ()
كلام مستأنف مبين لعاقبتهم كأنه قال : إن نجوا في الدنيا من القتل ، لم ينجوا في
الآخرة من العذاب الدائم ، فهو ثابت لهم على كل حال. قوله : ()
أي المذكور من العذابين بسبب أنهم الخ. قوله : ()
شرطية ، وقوله : ()
الخ إما نفس الجزاء وحذف منه العائد ، وقد قدره المفسر بقوله : (له) أو تعليل
للجزاء المحذوف أي يعاقبه ، وعلى كل فالشرط وجوابه تتميم لما قبله ، وتقدير
لمضمونه وتحقيق لسببه.
قوله : ()
الخ ()
شرطية و ()
بيان لما ، و ()
خبر لمبتدأ محذوف أي فقطعها ، والجملة جواب الشرط ، واللينة قيل هي النخلة مطلقا ،
وقيل هي النخلة الكريمة ،