كانت عاجزة وفاسدة. كما أشار إلى ذلك المؤرخ الناصري «.. إنهم لا يبيعون منها إلا ما انعدمت فائدته عندهم ، لكونهم ترقوا عنها إلى ما هو أجود منها ، واستنبطوا ما هو أتقن وأنفع ..» (١) رغم أن السلطان كان يتتبع بنفسه هذه العمليات ويوجهها حسب رغبته وحاجياته ، فقد طلب من الزبيدي في رسالة أخرى (٢) أن يحضر معه عند عودته كل عينة من العينات المعتبرة الجديدة والتي لم تصل إلى المغرب ، ولا جلبها أحد للآن خاصة من مدينة الياج (٣) المشهورة بمعاملها الحربية. وقد اجتهد الجعيدي على التعرف على طرقهم التقنية لصناعة هذه العدة ولم ينبهر منها بل اكتشف بعض عيوبها.
كما أشار إلى أهمية تخزين الأسلحة بكميات وافرة مع تعهدها بالمسح والصيانة ، كاحتياط حربي يستغل عند وقت الحاجة ، وقد تعجبوا أمام تراكم أكثر من ٠٠٠ ، ٨٠ بندقية داخل إحدى الثكنات العسكرية بمدينة أنفيرس ، رغم ذلك كان الجعيدي يتشكك في ما (٤) يقوله الأجانب ، ويخضع ذلك إلى تجربته الخاصة بالمعاينة
__________________
(١) الاستقصا د ٩ : ١٨٤.
(٢) الإتحاف لابن زيدان ج ٢ : ٢٩١.
(٣) ما أرسلت بعثة للتدريب في معمل السلاح بلييج ببلجيكا انظر «مظاهر يقظة المغرب» للمنوني ج ١ :١٢٨ ـ ١٣١.
(٤) وجه د. هاي صحبة الضابط ماكلين Maclean نموذجا مصحوبا بشهادة صاحب المصنع بجودتها وثمنها فوافق السلطان على تنفيذ اقتراح د. هاي. وطلبها من السفير البلجيكي ، حوالي ١٠٠٠ بندقية. وبمجرد معاينة ماكلين لها اكتشف عيوبها فأخبر المخزن بذلك فكان جواب السلطان «... هذه المكاحيل عيبها أصلي وليس بطارئ والمعيب لا يحل فيه البيع ولا الشراء وأعظم عيب فيها لا دواء له ... مع أن جعابها من عينات شتى ...». ٨٩ / ٧٤ / ٨٢F.O ماي ١٨٧٨ م .. وعاتب الحاجب موسى بن أحمد على ذلك ورفض المخزن رفضا باتا شراء المزيد منها ، فدعي د. هاي المخزن لجلب المعدات الأمريكية المتينة. من أصناف Winchestes فجلبت منها خلال سنة ١٨٨٥ م ألف بندقية ، وكان الثمن الإجمالي لتلك الصفقة أزيد من عشرين ألف ريال. ١٤٤ / ١٧٤F.O. هاي إلى بركاش بتاريخ ٩ مارس ١٨٨٥ م.