التوجه إلى جنوة
وفي يوم الجمعة (١) بعد صلاة ظهرها في الساعة الثانية عدا ثلاث عشرة دقيقة وهو الحادي عشر من شعبان سافر بنا بابور البر (٢) من ميلان إلى جنوة بعد ما خرج عامل البلد والأعيان للوداع على العادة ، وكثر وقوفه في الطريق في مدن لأجل الوضع والحمل على عادته ، وأحصيت عدة وقوفه فكان تسع عشرة مرة وجمعت مدد الوقوف بعضها ببعض فكانت ساعتين غير دقيقتين ، وكان وصولنا إلى جنوة في الساعة التاسعة من ليلة الأحد بل السبت الثاني عشر (٣) منه فمدة سيرة البابور على هذا خمس سوائع وربع.
__________________
(١) ١ شتمبر سنة ١٨٧٦ م.
(٢) كان في وداع الزبيدي بمحطة القطار بميلان عامل المدينةComte di Bardesono وباشا المدينةComte Belinzaghi والماجور جنرال GroPallo Di وغيرهم وتكريما من باشا ميلان ألقى مرافقه La bus كلمة الوداع باللغة العربية ، وقد تأثر الزبيدي لكرم الضيافة وحفاوة الترحيب وتأسف لعدم وجود أحد من أفراده يتقن اللغة الإيطالية لشكر هؤلاء المودعين (١ / ٩ / ١٨٧٦ م( Gazzetta Del PoPolo.
(٣) السبت ٢ شتمبر سنة ١٨٧٦ م ، وبمجرد وصوله اهتمت به الأوساط الاقتصادية ، فأقام السفير الزبيدي حفلة استقبال لرجال الأعمال والتجارة ومعهم بعض صانعي البواخر ، وأكد لهم أنه يتمنى وبعين الاعتبار والترحيب منهم القدوم إلى المغرب ، ومزاولة نشاطاتهم هناك ، وبالخصوص في الشواطئ المغربية وقدم لهم الامتيازات التي تقدم لهؤلاء الرجال (٤ شتنبر سنة ١٨٧٦ م Lombardia La وعلقت نفس الجريدة عن هذا اللقاء (أن رجال منطقة جنوفا معروفون بتقشفهم لكن شرح السفير وكلماته لا تترك لهم أمل في ضياع مثل هذه الفرصة المفيدة ودفعهم للمغامرة الرابحة). واقترح فتح خط بحري ما بين نابولي NaPoli وتونس والجزائر يصل إلى موكادور وفاس وباقي الموانئ المغربية الأخرى. خاصة أن الجنرال الزبيدي رجل نبيه وذكي وقد تقلد عدة مناصب اقتصادية وتجارية وسياسية ثم دبلوماسية لذا فهو ناضج في عمله.