منها فيعرضونها على غيرنا ، وكل واحد منهم يأخذ منها حاجته ، وفي آخر الإكرام أخذ الخدمة يطوفون بأواني الحلواء في احكاك صغار /٣١٩/ مثل بيضة بلارج ، ومنها ما هو مستدير فكان منهم من يأخذ حكا واحدا ، ومنهم من يأخذ حكين ، فحين وصل إلي الذي يطوف بها أشرت له بعدم الأخذ منها ، فمر وأخذ الذي كان عن يميني بل يساري حكما وضعه قدامه ، وحيث رآني لم آخذ منها ، أحذ حكا آخر ووضعه قدامي ، ثم قام الناس فأخذ كل واحد حكه ووضعه في جيبه ، فقمت وتركت الحك الذي كان قدامي فلحقني به الذي كان وضعه قدامي ، وأشار إلي بأن جميع الناس أخذوا حككهم ، وأشار إلي بوضعه في جيبي فقلبته إذ ذاك ، فمن هذا الاحكاك ما هو من زاج ومنها ما هو من الكاغد ، وبها تزويق وتذهيب والحلواء التي بداخلها كالحبوب ملونة ، وهي إنما تليق للعب الصبيان ، وهم يأكلون ذلك في مواضعهم افتخارا ورفعة لهم ، ثم خرجنا من تلك القبة إلى غيرها ، وصار الناس واقفين بها وولد عظيم الدولة يقف مع كل واحد منهم هنيئة ويكلمه بانبساط وتبسم ، حتى وصل إلى الباشدور فتكلم معه بما يناسب وتشكر عن اعتنائهم بالجانب الشريف أسماه الله ، ثم أخذ الوزراء يأتون إلى الباشدور واحدا بعد واحد ويرحبون به حتى مروا عن آخرهم ، وخرجنا وانصرفنا إلى محل النزول.
الخروج لى الصيد مع ولد عظيم الدولة والوزراء
وفي صباح الاثنين المذكور أتى الترجمان إلى الباشدور ، وأخبره أن ولد عظيم الدولة يحاول الخروج للصيد في الغابة حول المدينة ، وأنه يأذن لنا في الخروج معه للصيد ، ويخرج معنا الطباخ الذي يطبخ لنا ليهيء لنا الغذاء هناك ، لأنه ذكر أنه رءانا لم نأكل شيئا من طعامهم في تلك الوليمة ، وألمه ذلك غاية لكنه سره عدم أكلنا منه من جهة محافظتنا على شرعنا ، فخرجنا في الساعة العاشرة من يوم الاثنين المذكور ، ولم يكن من المخازنية إلا قائدهم ، فسرنا في الأكداش نحو ساعة في طريق محفوفة بالأشجار عن اليمين واليسار ، حتى انتهينا إلى دار