ساعتين ودقائق ، سيرا قويا لم يقف في هذا السير أصلا في محل ، فلما انتهى بنا إلى اللوندريز سار بنا على قنطرة طويلة جدا (١) ، علوها كعلو أسطحتها في ذلك المحل ، فنزلنا هناك على يد المخزن في حومة سكنى سلطانتهم وكبرائهم في محل معتبر (٢) لم يكن في اللوندريز عندهم مثله كما سمعنا ، وهذا المحل شبيه في الكبر والفصالة بأوطيل باريس الذي كان نزولنا فيه ، إلا أن بيوته وصالاته أوسع بكثير من بيوت محل اللوندريز ، وأما من جهة البناء والزخاريف والفراش والأثاث والأواني متشابهان.
قدوم كبراء البلد على الباشدور للتهنئة
وفي يوم الجمعة الواحد والعشرين (٣) منه. توجه بنا الترجمان مع الباشدور إلى فرجة عندهم في محل متسع لا بناء فيه ولا شجر ، فلما انتهينا إليه وجدنا خلقا عظيما دائرا به ، والناس في الأكداش والراجلين نساء ورجالا يتفرجون في أناس
__________________
(١) قنطرة Bridge Albertوصفها الكاتب الغسال في رحلته العزيزية «... ومنها قنطرة الحديد التي لا أعمدة لها بل أحد طرفيها على إحدى ضفتي النهر ووسطها معلق بقضبان من حديد وسلاسل ممتدة إلى الطبقتين ، يرفع وسطها بتلك السلاسل عند إرادة فتحها ثم تسد بأسرع حركة ...». مجلة البحث العلمي ، عدد ٢٩ ـ ٣٠ سنة ١٩٧٩ ، كما ذكرها الطاهر الفاسي في رحلته الإبريزية «... وهذه القنطرة يعجز الواصفون عن وصفها لطولها وجودة بنائها ...» ، ص : ٣٧ ، حققها وطبعها محمد الفاسي.
(٢) فندق All\'Alexandra بحومةPioadilly Hyde Parck Corner بمدينة لندن.
S. P. E. I.) D. W. Smith (.
(٣) ١٤ يوليوز سنة ١٨٧٦ م.