اللام الفتح وإنما كسرت في الإضافة ليفرق بينها وبين لام الابتداء. وزعم أبو عبيدة (١) أنه سمع لام «لعلّ» مفتوحة في لغة من يجرّبها ما بعدها في قول الشاعر : [الوافر]
١٠٣ ـ لعلّ الله يمكنني عليها |
|
جهارا من زهير أو أسيد (٢) |
يريد «لعلّ عبد الله» فهذه اللام مكسورة لأنها لام إضافة. وقد زعم أنه قد سمعها مفتوحة فهي مثل لام «كي». وقد سمعنا من العرب من يرفع بعد «كيما» وأنشد : [الطويل]
١٠٤ ـ إذا أنت لم تنفع فضرّ فإنّما |
|
يرجّى الفتى كما يضرّ وينفع (٣) |
فهذا جعل «ما» اسما وجعل «يضرّ» و «ينفع» من صلته وجعله اسما للفعل وأوقع «كي» عليه وجعل «كي» بمنزلة اللام. وقوله (ألم يعلموا أنّه من يحادد الله ورسوله فأنّ له نار جهنّم) [التوبة : ٦٣] وقوله (أنّه من عمل منكم سوءا بجهلة ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفور رّحيم) [الأنعام : ٥٤] فيشبه أن تكون الفاء زائدة كزيادة «ما» ويكون الذي بعد الفاء بدلا من «أن» التي قبلها. وأجوده أن تكسر «إن» وأن تجعل الفاء جواب المجازاة. وزعموا أنه يقولون «أخوك
__________________
(١) أبو عبيدة : هو الحافظ أبو عبيدة معمر بن المثنى ، التميمي البصري المنشأ ، بغدادي الدار والوفاة ، الفقيه اللغوي الأخباري ، ولد سنة ١١٠ ه ، وتوفي سنة ٢٠٣ ه ، له العشرات من المصنفات ، منها : «إعراب القرآن» ، «مجاز القرآن» ، «الجمع والتثنية» ، «غريب الحديث» ، «غريب القرآن» ، «كتاب الأضداد في اللغة» ، «كتاب الشعر والشعراء» ، «كتاب اللغات» ، «كتاب المجاز» ، «معاني القرآن» ، وغيرها الكثير (كشف الظنون ٦ / ٤٦٦ ـ ٤٦٧).
(٢) البيت لخالد بن جعفر في الأغاني ١١ / ٧٩ ، وأمالي المرتضى ١ / ٢١٢ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٤٢٦ ، ٤٣٨ ، ٤٣٩ ، ٤٤١ ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٥٨٣ ، وسرّ صناعة الإعراب ص ٤٠٧ ، وشرح التصريح ٢ / ٣ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٦٩ ، ولسان العرب (علل).
(٣) البيت للنابغة الجعدي في ملحق ديوانه خ ٢٤٦ ، وله أو للنابغة الذبياني في شرح شواهد المغني ١ / ٥٠٧ ، وللنابغة الذبياني أو للنابغة الجعدي أو لقيس بن الخطيم ، في خزانة الأدب ٨ / ٤٩٨ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٤٥ ، ولقيس بن الخطيم في ملحق ديوانه ص ٢٣٥ ، وكتاب الصناعتين ص ٣١٥ ، وللنابغة الذبياني في شرح التصريح ٢ / ٣ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٧٩ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١٠ ، وتذكرة النحاة ص ٦٠٩. والجنى الداني ص ٢٦٢ ، والحيوان ٣ / ٧٦ ، وخزانة الأدب ٧ / ١٠٥ ، وشرح الأشموني ٢ / ٢٨٣ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٦٦ ، ومغني اللبيب ١ / ١٨٢ ، وهمع الهوامع ١ / ٥ ، ٣١ ، ويروى «وينفعا» بدل «وينفع».