سورة يوسف
قال (إذ رودتّنّ يوسف عن نّفسه) [يوسف : الآية ٥١] وقال بعض أهل العلم : «إنهن راودنه لا امرأة الملك» وقد يجوز وإن كانت واحدة أن تقول (راودتنّ) كما تقول (إنّ النّاس قد جمعوا لكم) [آل عمران : الآية ١٧٣] وهذا ها هنا واحد يعني بقوله (لكم) النبيّ صلى الله عليه و (الناس) «أبا سفيان» فيما ذكروا.
وقال (وهمّ بها) [الآية ٢٤] فلم يكن همّ بالفاحشة ولكن دون ذلك مما لا يقطع الولاية.
وقال (بما أوحينا إليك) [الآية ٣] يقول (نقصّ عليك) [الأعراف : الآية ١٠١] بوحينا (إليك هذا القرءان) [الآية ٣] وجعل (ما) اسما للفعل وجعل (أوحينا) صلة.
وقال (إنّى رأيت أحد عشر كوكبا والشّمس والقمر رأيتهم لى سجدين) [الآية ٤] فكرر الفعل وقد يستغني بأحدهما. وهذا على لغة الذين قالوا «ضربت زيدا ضربته» وهو توكيد مثل (فسجد الملائكة كلّهم أجمعون) وقال بعضهم (أحد عشر) وأسكن العين وكذلك (تسعة عشر) إلى العشرين لما طال الاسم وكثرت متحركاته أسكنوا. ولم يسكنوا في قولهم «اثني عشر» و «اثنتا عشرة» للحرف الساكن الذي قبل العين وحركة العين في هذا كله هو الأصل.
وأمّا قوله (رأيتهم لى سجدين) [الآية ٤] فإنه لما جعلهم كمن يعقل في السجود والطواعية جعلهم كالأنس في تذكيرهم إذا جمعهم كما قال (علّمنا منطق الطّير) [النّمل : الآية ١٦]. وقال الشاعر : [الخفيف]
٢٣٣ ـ صدّها منطق الدّجاج عن القصد |
|
وضرب الناقوس فاجتنبا (١) |
وقال (يأيّها النّمل ادخلوا مسكنكم) [النّمل : الآية ١٨] إذ تكلمت نملة فصارت كمن يعقل وقال (فى فلك يسبحون) [الأنبياء : الآية ٣٣] لما جعلهم يطيعون شبههم بالانس مثل ذلك (قالتآ أتينا طآئعين) [فصّلت : الآية ١١] على هذا القياس إلا
__________________
(١) البيت لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.