وكذلك «مناة» تقول «مناة» وقال بعضهم (اللاتّ) جعله من «اللاتّ» : الذي يلت. ولغة للعرب يسكتون على ما فيه الهاء بالتاء يقولون «رأيت طلحت». وكلّ شيء في القرآن مكتوب بالتاء فإنما تقف عليه بالتاء نحو (نعمت ربكم) [الزخرف : ١٣] و (شجرت الزقوم) [الدخان : ٤٣ والصافات : ٦٢].
وقال (وإبرهيم الّذى وفّى) [الآية ٣٧] (ألّا تزر وزرة وزر أخرى) [الآية ٣٨] فقوله (أن لا تزر) بدل من قوله (بما فى صحف موسى) [الآية ٣٦] أي : بأن لا تزر.
ومن سورة القمر
قال (خشّعا) [الآية ٧] نصب على الحال ، أي يخرجون من الأجداث خشعا. وقرأ بعضهم (خشعا) لأنها صفة مقدمة فأجراها مجرى الفعل نظيرها (خشعة أبصرهم) [القلم : الآية ٤٣].
وقال (فى يوم نحس) [الآية ١٩] و (يوم نحس) [الآية ١٩] على الصفة.
وقال (أبشرا مّنّا وحدا نّتّبعه) [الآية ٢٤] فنصب البشر لما وقع عليه حرف الاستفهام وقد أسقط الفعل على شيء من سببه.
وقال (ذوقوا مسّ سقر) [الآية ٤٨] (إنّا كلّ شىء خلقنه بقدر) (٤٩) [الآية ٤٩] فجعل المس يذاق في جواز الكلام ، ويقال : «كيف وجدت طعم الضرب»؟ وهذا مجاز. وأما نصب (كلّ) ففي لغة من قال «عبد الله ضربته» وهو في كلام العرب كثير. وقد رفعت «كلّ» في لغة من رفع ورفعت على وجه آخر.
قال (إنّا كلّ شىء خلقنه) [الآية ٤٩] فجعل (خلقنه) من صفة الشيء.
وقال (أم يقولون نحن جميع مّنتصر) (٤٤) [القمر : الآية ٤٤] (٤٤) (سيهزم الجمع ويولّون الدّبر) (٤٥) [الآية ٤٥] فجعل للجماعة دبرا واحدا في اللفظ. وقال (وإنّا لجميع حذرون) [الشورى : الآية ٥٦] وقال (لا يرتدّ إليهم طرفهم) [إبراهيم : الآية ٤٣].
وقال (وكلّ صغير وكبير مّستطر) (٥٣) [الآية ٥٣] فجعل الخبر واحدا على الكل.