سورة آل عمران
أما قوله (الحىّ القيّوم) [الآية ٢] فإن (القيّوم) : «الفيعول» ولكن الياء الساكنة إذا كانت قبل واو متحركة قلبت الواو ياء. وأصله «القيووم» و (الدّيّان) : «الفيعال» و «الدّيّار» : «الفيعال» وهي من «دار» «يدور» وأصله «الديوار» ولكن الواو قلبت ياء.
وأما (مصدّقا لّما بين يديه) [الآية ٣] فنصب على الحال.
وقال (هدى لّلنّاس) [الآية ٤] ف (هدى) في موضع نصب على الحال ولكن (هدى) [البقرة : الآية ٥] مقصور فهو متروك على حال واحد.
وقال (هنّ أمّ الكتاب) [الآية ٧] ولم يقل : «أمّهات» كما تقول للرجل : «ما لي نصير» فيقول : «نحن نصيرك» وهو يشبه «دعني من تمرتان». قال : [الرجز]
١٥٢ ـ تعرّضت لي بمكان حلّ |
|
تعرّض المهرة في الطولّ |
تعرّضا لم تأل عن قتلا لي (١) |
فجعله على الحكاية لأنه كان منصوبا قبل ذلك كما ترى ، كما تقول : «نودي» «الصلاة الصلاة» أي : تحكي قوله : «الصلاة الصلاة» وقال بعضهم : إنّما هي «أن قتلا لي» ولكنه جعله عينا لأنّ من لغته في «أن» «عن». والنصب على الأمر كأنك قلت : «ضربا لزيد».
وقال (كلّ مّن عند ربّنا) [الآية ٧] لأن «كلّ» قد يضمر فيها كما قال (إنّا كلّ فيها) [غافر : ٤٨] يريد : كلّنا فيها. ولا تكون «كلّ» مضمرا فيها وهي صفة إنما تكون مضمرا فيها إذا جعلتها اسما فلو كان «إنّا كلّا فيها» على الصفة لم يجز لأن الإضمار فيها ضعيف لا يتمكن في كل مكان.
وقال (كدأبءال فرعون) [الآية ١١] يقول : «كدأبهم في الشرّ» من «دأب»
__________________
(١) الرجز لمنظور بن مرثد الأسدي في لسان العرب (قتل) ، وبلا نسبة في لسان العرب (أنن).