فوجد» «بل أخوك فجهد» يريدون «أخوك وجد» و «بل أخوك جهد» فيزيدون الفاء. وقد فسر الحسن (حتّى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها) [الزّمر : الآية ٧٣] على حذف الواو. وقال : «معناها : قال لهم خزنتها» ، فالواو في هذا زائدة. قال الشاعر : [الكامل]
١٠٥ ـ فإذا وذلك يا كبيشة لم يكن |
|
إلّا كلمّة حالم بخيال (١) |
وقال : [الكامل]
١٠٦ ـ فإذا وذلك ليس إلّا حينه |
|
وإذا مضى شيء كأن لم يفعل (٢) |
كأنه زاد الواو وجعل خبره مضمرا ، ونحو هذا مما خبره مضمر كثير.
وقوله (وإذ أخذنا ميثق بنى إسراءيل لا تعبدون إلّا الله) [الآية ٨٣].
وقوله (وإذ أخذنا ميثقكم لا تسفكون دمآءكم) [الآية ٨٤] فرفع هذا لأنه كلّ ما كان من الفعل على «يفعل هو» و «تفعل أنت» و «أفعل أنا» و «نفعل نحن» فهو أبدا مرفوع لا تعمل فيه إلا الحروف التي ذكرت لك من حروف النصب أو حروف الجزم والأمر والنهي والمجازاة. وليس شيء من ذلك ها هنا وإنما رفع لموقعه في موضع الأسماء. ومعنى هذا الكلام حكاية ، كأنه قال : «استحلفناهم لا يعبدون» أي : قلنا لهم : «والله لا تعبدون» ، وذلك أنها تقرأ (يعبدون) [هود : الآية ١٠٩] و (تعبدون) [البقرة : الآية ٨٣]. قال (وحفظا مّن كلّ شيطن مّارد) (٧) [الصّافات : الآية ٧] (لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون) [الصافات : ٨] فإن شئت جعلت «لا يسّمّعون» مبتدأ وإن شئت قلت : هو في معنى «أن لا لا يسّمّعوا» فلما حذفت «أن» ارتفع ، كما تقول : «أتيتك تعطيني وتحسن إليّ وتنظر في حاجتي» ومثله «مره يعطيني» إن شئت جعلته على «فهو يعطيني» وإن شئت على «أن يعطيني». فلما ألقيت «أن» ارتفع. قال الشاعر : [الطويل]
__________________
(١) البيت لتميم بن مقبل في ديوانه ص ٢٥٩ ، وخزانة الأدب ١١ / ٥٨ ، ٦٠. وشرح عمدة الحافظ ص ٦٥٠ ، ولسان العرب (لمم) ، وتاج العروس (لمم) ، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٤٥ ، والجنى الداني ص ١٦٥ ، ولسان العرب (وا) ، وتاج العروس (الواو).
(٢) البيت لأبي كبير الهذلي في شرح أشعار الهذليين ص ١٠٨٠ ، ولسان العرب (وا) ، وتهذيب اللغة ١٥ / ٦٧٥ ، والجنى الداني ص ١٦٦ ، وخزانة الأدب ١١ / ٥٨ ، ٥٩ ، ولتأبط شرا في الخصائص ٢ / ١٧١ ، وبلا نسبة في ديوان الأدب ٣ / ٦٧ ، ومجالس ثعلب ص ١٢٦.