قال الشاعر : [الطويل]
٩٩ ـ كسا اللّؤم تيما خضرة في جلودها |
|
فويلا لتيم من سرابيلها الخضر (١) |
قال الأخفش : «حدثني عيسى بن عمر أنه سمع الأعراب ينشدونه هكذا بالنصب ، ومنهم من يرفع ما ينصب في هذا الباب». قال أبو زبيد (٢) : [الطويل]
١٠٠ ـ أغار وأقوى ذات يوم وخيبة |
|
لأوّل من يلقى غي ميسّر (٣) |
باب اللام
وقوله (ليشتروا به ثمنا قليلا) [الآية ٧٩] فهذه اللام إذا كانت في معنى «كي» كان ما بعدها نصبا على ضمير «أن» ، وكذلك المنتصب ب «كي» هو أيضا على ضمير «أن» كأنه يقول : «الاشتراء» ، ف «يشتروا» لا يكون اسما إلا ب «أن» ، ف «أن» مضمرة وهي الناصبة وهي في موضع جر باللام. وكذلك (كى لا يكون دولة) [الحشر : الآية ٧] «أن» مضمرة وقد جرتها «كي» وقالوا : «كيمه» ف «مه» اسم لأنه «ما» التي في الاستفهام وأضاف «كي» إليها.
وقد تكون «كي» بمنزلة «أن» هي الناصبة وذلك قوله (لّكيلا تأسوا) [الحديد : الآية ٢٣] فأوقع عليها اللام. ولو لم تكن «كي» وما بعدها اسما لم تقع عليها اللام وكذلك ما انتصب بعد «حتّى» إنّما انتصب بضمر «أن» قال (حتّى يأتى وعد الله) [الرّعد : الآية ٣١] و (حتّى تتّبع ملّتهم) [البقرة : الآية ١٢٠] إنّما هو «حتّى أن
__________________
(١) البيت لجرير في ديوانه ص ٥٩٦ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٥١ ، ٢٣٠ ، وشرح المفصل ١ / ١٢١ ، والكتاب ١ / ٣٣٣ ، واللامات ص ١٢٥ ، ولسان العرب (ويل) ، وبلا نسبة في المقتضب ٣ / ٢٢٠.
(٢) أبو زبيد الطائي : هو حرملة بن المنذر بن معدي كرب بن حنظلة الطائي ، شاعر مخضرم معمّر أدرك الجاهلية والإسلام ، كان عالما بسيرة ملوك العجم ، وهو من نصارى طيّىء ، وفد على عثمان بن عفان أكثر من مرة ، وكذلك وفد على عمر بن الخطاب وولاه على صدقات قومه ، كان كثير المدح ، ومدح الغساسنة والمناذرة واشتهر بوصف الأسد. عده ابن سلام الجمحي من الطبقة الخامسة من الشعراء الإسلاميين. توفي نحو سنة ٦٢ ه. (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص ١٦٥).
(٣) البيت لأبي زبيد الطائي في ديوانه ص ٦١ ، والدرر ٣ / ٦٣ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٥٣ ، والكتاب ١ / ٣١٣ ، وبلا نسبة في شرح المفصل ١ / ١١٤ ، ولسان العرب (يسر). وهمع الهوامع ١ / ١٨٨.