صدور خبر كيف يدّعى القطع بوجوب الرجوع اليه وثبوت التكليف به وبالجملة وجوب الرجوع الى الروايات الحاكية عن السنّة هو اصل الدعوى وكيف يجعل امرا مفروغا عنه ثمّ أنّه لو سلّم وجوب الرجوع اليهما ولو لم يحرز كون الكلام كتابا او سنّة ولم يحرز دلالتهما بان فرضنا وجوب الرجوع الى ما ظنّ بصدوره والى ما ظنّ بمدلوله فنقول انّ الأخبار الموجودة امّا ان تكون متساوية من حيث الصدور او مختلفة فان كانت مختلفة فلا بدّ من الرجوع الى ما هو يقينىّ الاعتبار كالأخذ بخبر العدل فان كان وافيا بمعظم الفقه وبما نعلم اجمالا من الاحكام الفعليّة فهو والّا اضيف اليه ما هو المتيقّن بالنّسبة كخبر الثقة وهكذا الى ان يكون المتيقّن وافيا بما ذكرنا والرجوع الى القدر المتيقّن ليس من حيث الرجوع الى الروايات على نحو يحصل منها الظّن بالحكم بل يكون من باب الرجوع اليها على نحو الظّن الخاصّ بالحكم فانّ الطوائف الماخوذ بها يكون يقينىّ الصّدور عن المعصوم ح ولا يصل النوبة الى الظّن حتّى يحكم العقل به وان كانت متساوية فالعقل يحكم بالاحتياط بالاخذ بالمثبت من الروايات وذلك لعدم استقلال العقل بالرجوع الى الظّن مع التمكّن ممّا يقتضيه العلم الاجمالى فى الجملة والاحتياط بهذا النحو لا يستلزم العسر والحرج ونرى الأخباريّين يلتزمون بالعمل بالروايات كلّها مثبتها ونافيها وبالجملة لو سلّم وجوب الرجوع الى الاخبار كسائر التكاليف الفعليّة فمع وجود القدر المتيقّن او مع التمكّن من الاحتياط لا تصل النوبة الى الظّن وكيف يحكم العقل بذلك.
قوله (والسيّد فى الغنية وجوب دفع الضرر المحتمل) بعد تسليم كون بناء العقلاء فى الضّرر المشكوك على الاحتراز فبنائهم عليه فى الضرر المحتمل اذا كان موهوما محلّ منع كما نشاهد ذلك فى امور معاشهم ثمّ انّ التّمسك بالآية لوجوب دفع الضرر المحتمل سيّما اذا كان موهوما من غرائب الكلام اذ لا بدّ من احراز موضوع التهلكة حتّى يكون الالقاء فيها منهيّا عنه فانّ الحكم الثابت للموضوع الواقعى كيف يتمسّك به فى مقام احتمال ثبوت الموضوع فت قوله (بناء على انّ المراد العذاب والفتنة) وفى بعض النسخ المصحّحة هكذا بناء على انّ المراد ليس خصوص العذاب الأخروىّ والفتنة الدنيويّة هو ذلك لانّه كما انّ ظاهر العذاب هو خصوص العذاب الأخروىّ كذلك الفتنة بظاهر اللفظ والتفسير مختصّة بالفتنة الدنيويّة ولكن لا يخفى انّ المدّعى اعمّ من الضرر الدنيوى والاخروى والاستدلال يتمّ من دون احتياج الى الحاق بناء اصلا حملا لكلّ من لفظى الفتنة والعذاب على ظاهرهما كما عرفت ويحتمل ان يقال ان المراد من الدنيويّين فى العبارة الدنيويّة والاخرويّة تغليبا وعليه لا يحتاج الى التصحيح وزيادة لفظ ليس خصوص ولكنّه كما ترى وعلى اىّ حال فقد ردّ المصنّف جواب الحاجبى بوجهين الاوّل