الرواية عنه ، لأنّه تكلّم في نسب مالك ، فكان مالك لا يروي عنه ، وهو ثبت لا شك فيه » (١).
والظاهر ـ على تقدير صحة الحديث ـ أن أبا هريرة قد نقله بالمعنى ، فأضاف إليه لفظتي « ليس » و « دون » الدالّين على الحصر ، نظير ما زعمه ابن حجر المكي في ( صواعقه ) بالنسبة إلى حديث الغدير ، والكابلي في ( صواقعه ) و ( الدهلوي ) في ( تحفته ) بالنسبة إلى حديث ابن عباس في معنى آية المودة.
ويؤكّد ما ذكرنا من عدم وجود اللفظين في أصل الحديث ، ما أخرجه مسلم بطريق آخر ، حيث قال : « حدثني زهير بن حرب ، نا يزيد ـ هو ابن هارون ـ أنا أبو مالك الأشجعي ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي أيوب ، قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ : الأنصار ومزينة وجهينة وغفار وأشجع ومن كان من بني عبد الله موالي دون الناس ، والله ورسوله مولاهم » (٢).
لقد زعم غير واحد من علماء أهل السنة ومحققيهم كالتفتازاني في ( شرح المقاصد ) والقوشجي في ( شرح التجريد ) و ( الدهلوي ) في ( التحفة ) في الجواب عن الاستدلال الشيعة بآية الولاية : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ... ) زعموا أنّ أداة الحصر إنما يكون نفيا لما وقع فيه تردد ونزاع ...
فنقول : وهل كان في ولاية الله ورسوله لهذه القبائل تردد ونزاع حتى يحتاج إلى أداة الحصر؟ كلا اللهم كلا ...
__________________
(١) تهذيب التهذيب ٣ / ٤٤٦ ـ ٤٦٥.
(٢) صحيح مسلم ٧ / ١٧٨.