أنفسهم أيضا ، فلم يرد في كتبهم إلاّ قليلا ، بل لم يرو في جميع صحاحهم ، وقد أوضح ابن الأثير أنه مما تفرد به الشيخان (١).
ثم هو من أخبار الآحاد ، إذ لم يخرجه الشيخان عن غير أبي هريرة ، وهذا لا يصلح لأن يذكر في مقابلة حديث رواه أكثر من مائة نفس من أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ومنهم أبو هريرة نفسه ...
فقد روى أبو هريرة حديث الغدير واعترف بصحته وسماعه إيّاه من رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في غدير خم ...
قال الخوارزمي : « قال الأصبغ : دخلت على معاوية وهو جالس على نطع من الأدم متكيا على وسادتين خضراوتين عن يمينه عمرو بن العاص وحوشب وذو الكلاع ، وعن يساره أخوه عتبة وابن عامر وابن كريز والوليد بن عقبة وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وشرحبيل بن السمط ، وبين يديه أبو هريرة وأبو الدرداء والنعمان بن بشير وأبو أمامة الباهلي.
فلما قرأ الكتاب قال : إنّ عليّا لا يدفع إلينا قتلة عثمان.
فقلت له : يا معاوية لا تعتل بدم عثمان ، فإنك تطلب الملك والسلطان ، ولو كنت أردت نصرته حيا ، ولكنك تربصت به لتجعل ذلك سببا إلى وصولك إلى الملك. فغضب.
فأردت أن يزيد غضبه فقلت لأبي هريرة : يا صاحب رسول الله! إني أحلّفك بالله الذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشهادة ، وبحق حبيبه المصطفى
__________________
(١) جامع الأصول ١٠ / ١٣٦.