إدبارا ، فذكر نحو الذي قبله ، وزاد : فجاءه أبو سفيان وأناس من أهل مكّة ، فقالوا : يا محمد إنّك تزعم أنك بعثت رحمة ، وإنّ قومك قد هلكوا ، فادع الله لهم. فدعا رسول الله ـ عليهالسلام ـ فسقوا الغيث. الحديث.
وأسباط ـ بفتح الهمزة وسكون السّين المهملة بعدها الباء الموحّدة وفي آخره الطاء المهملة ـ قال صاحب التّوضيح : أسباط هذا هو : ابن محمد بن عبد الرحمن القاصّ أبو محمد القرشي مولاهم الكوفي ، ضعّفه الكوفيون ، وقال النّسائي ، ليس به بأس ، وثقّه ابن معين.
وقيل : هو ابن نصر وهو الصحيح ، وهو أسباط بن نصر الهمداني أبو يوسف ، ويقال : أبو نصر الكوفي ، وثقّه ابن معين ، وتوقّف فيه أحمد ، وقال النّسائي : ليس بالقوي.
واعترض على البخاري زيادة أسباط هذا ، فقال الداودي : أدخل قصة المدينة في قصة قريش وهو غلط.
وقال أبو عبد الملك : الذي زاده أسباط وهم واختلاط ، لأنّه ركّب سند عبد الله بن مسعود على متن حديث أنس بن مالك وهو قوله : فدعا رسول الله ـ عليهالسلام ـ فسقوا الغيث ... إلى آخره.
وكذا قال الحافظ شرف الدّين الدّمياطي وقال : هذا حديث عبد الله بن مسعود وكان بمكة ، وليس فيه هذا.
والعجب من البخاري كيف أورد هذا وكان مخالفا لما رواه الثقات.
وقد ساعد بعضهم البخاري بقوله : لا مانع أن يقع ذلك مرّتين. وفيه نظر لا يخفى.
وقال الكرماني : قلت : قصة قريش والتماس أبي سفيان كان في مكة ، لا في المدينة. قلت : القصة مكيّة إلاّ القدر الذي زاد أسباط ، فإنه وقع في المدينة » (١).
__________________
(١) عمدة القاري ـ شرح صحيح البخاري ٧ / ٤٦.