كتبهم ، إلاّ أن كثيرا منهم مقتوه لآراء له بعيدة عن الصواب ومخالفة للمشهور بين جمهور العلماء ، ولذلك نهوا الناس عن اتباعه وتقليده والأخذ بأقواله ...
ما أخرجه البخاري قائلا : « حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا الليث ، عن يزيد ، عن عراك ، عن عروة : أن النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ خطب عائشة إلى أبي بكر ، فقال له أبو بكر : إنما أنا أخوك. فقال : أنت أخي في دين الله وكتابه ، وهي لي حلال » (١).
مغلطاي وهذا الحديث
وقد تكلّم الحافظ مغلطاي بن قليج في صحة هذا الحديث ، قال الحافظ ابن حجر ما نصه :
« وقال مغلطاي : في صحة هذا الحديث نظر ، لأن الخلة لأبي بكر إنما كانت بالمدينة ، وخطبة عائشة كانت بمكة ، فكيف يلتئم قول : إنما أنا أخوك؟
وأيضا : فالنبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ما باشر الخطبة بنفسه ، كما أخرجه ابن أبي عاصم من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن عائشة أن النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أرسل خولة بنت حكيم إلى أبي بكر يخطب عائشة ، فقال لها أبو بكر : هل تصلح له ، إنما هي بنت أخيه؟ فرجعت فذكرت ذلك للنبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فقال : ارجعي فقولي له : أنت أخي في الإسلام ، وابنتك تصلح لي ، فأتت أبا بكر فذكرت ذلك له ، فقال : ادعي رسول الله ، فجاء فأنكحه » (٢).
__________________
(١) صحيح البخاري ٧ / ٦.
(٢) فتح الباري في شرح صحيح البخاري ١١ / ٢٦.