ابن جرير (١) عن مجاهد أنها الصبا ؛ لأنّ كلّ واحدة من الصبا والجنوب تلقح وتدرّ ولا تعقم ، ولذلك يحبّ ويؤثر ، كما قال حميد بن ثور :
١٠٨٨ ـ فلا يبعد الله الشباب وقولنا |
|
إذا ما صبونا صبوة سنتوب |
١٠٨٩ ـ ليالي أبصار الغواني وسمعها |
|
إليّ وإذ ريحي لهنّ جنوب (٢) |
وقال الأعشى :
١٠٩٠ ـ وما عنده فضل تليد ولا له |
|
من الرّيح فضل لا الجنوب ولا الصّبا (٣) |
أي : لم ينل نائلا فيكون كالجنوب في مجيئه بالمطر ، ولم ينفس عن أحد كربة فيكون كالصبا في التنفيس. هذا قول أبي علي فيه.
وإنّ الظاهر من أمر الصبا الإلقاح والإثارة ، ومن الجنوب الإمطار والإدرار.
(جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ). (٤٢)
كالتراب.
وقيل : كالرماد.
وقيل : هو الشيء البالي الغالب. ويشهد للجميع قول أبي حيّة النميري :
__________________
(١) وفي المخطوطة ابن جريج وهو تصحيف. فقد أخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال : «الريح العقيم» : الصبا التي لا تلقح شيئا. ـ وعن قتادة : الريح العقيم : التي لا تنبت. انظر تفسير ابن جرير ٢٧ / ٤.
(٢) البيتان في الإصابة ١ / ٣٥٦ ؛ والاستيعاب ١ / ٣٦٨ ؛ والأغاني ١٨ / ١٣٢ ؛ والزهرة ١ / ٣٦٧.
(٣) البيت في ديوانه ص ٦ ؛ وفرحة الأديب ص ٤٠ ؛ والزهرة ١ / ٥١ ؛ وشرح الحماسة للتبريزي ٣ / ٢٦٩.