(سورة المنافقون) (١)
(كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ). (٤)
أي : في طول قوامهم كخشب أسندت إلى الجدار.
وقيل : بل في سكوتهم عن الحق ، وخمودهم عن الهدى.
وقال الثعالبي (٢) في «تفسيره» (٣) : أشباح بلا أرواح ، وأجسام بلا أحلام.
وفي معناه :
١٢٣٥ ـ أضحت قبورهم من بعد عزّهم |
|
تسفي عليها الصّبا والحرجف الشّمل |
١٢٣٦ ـ لا يدفعون هواما عن وجوههم |
|
كأنهم خشب بالقاع منجدل (٤) |
(يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ).
أي : لجبنهم وخوفهم.
وقول جرير فيه لما سمعه الأخطل :
__________________
(١) عن ابن عباس قال : نزلت سورة المنافقون بالمدينة.
(٢) هو أبو إسحق أحمد بن محمد الثعالبي النيسابور ، كان أوحد زمانه في علم التفسير ، وصنّف التفسير الكبير ، ذكره عبد الغافر في السياق وأثنى عليه وقال : هو صحيح النقل موثوق به ، كان كثير الحديث كثير الشيوخ ، توفي سنة ٤٢٧ ه. راجع وفيات الأعيان ١ / ٧٩.
(٣) تفسيره مخطوط ، ومنه نسخ في جامعة أم القرى.
(٤) السفى : ما سفت الريح عليك من التراب ، والحرجف : الريح الباردة. والبيتان لأبي العتاهية وهما في الأغاني ٨ / ١٥٦ وذكر لهما قصة.