(سورة التّحريم) (١)
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ). (١)
أصاب النبيّ عليهالسلام من مارية في بيت حفصة ، وقد خرجت لزيارة أبيها ، فلمّا علمت عتبت ، فقال : حرّمتها عليّ (٢).
ويقال : إنه كان في يوم. وكانت وحفصة متصاينتين فأخبرت عائشة ، وكان قال : لا تخبري عائشة فقد حرّمتها عليّ ، فطلّق حفصة واعتزل سائر نساءه شهرا فنزلت هذه الآية ، فراجع حفصة واستحلّ مارية ، وعاد إلى نسائه.
(عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ). (٣)
أعلمها بعض الأمر أنه وقف عليه ، وأعرض عن بعض حياءا وإبقاءا (٣).
__________________
(١) عن ابن عباس قال : نزلت سورة التحريم بالمدينة.
(٢) أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : وجدت حفصة مع النبي صلىاللهعليهوسلم أمّ ولده مارية أم إبراهيم ، فحرّم أمّ ولده لحفصة ، وأمرها أن تكتم ذلك ، فأسرّته إلى عائشة رضي الله عنها. فذلك قوله تعالى : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً) فأمره الله بكفارة يمينه. وقيل في الآية قول آخر ، وهو ما أخرجه البخاري عن عائشة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ، ويشرب عندها عسلا ، فتواصيت أنا وحفصة أنّ أيتنا دخل عليها النبي فلتقل : إني أجد مثل ريح معافير ، أكلت معافير ، فدخل على إحداهما فقالت ذلك له ، فقال : لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود ، فنزلت : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ إلى ... إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ) لعائشة وحفصة.
(٣) قوله : عَرَّفَ بَعْضَهُ عرّف حفصة بعض ما أوحي إليه من أنها أخبرت عائشة بما نهاها عن أن تخبرها ، وأعرض عن بعض تكرّما. وقال الحسن : ما استقصى كريم قط.