بشّره الله بهزيمتهم ، فكانت يوم بدر.
(وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ). (١٢)
ذو الأبنية العالية كالجبال التي هي الأوتاد في الأرض.
وقيل : ذو الملك الثابت كثبوت ما يشدد بالأوتاد ، كما قال الأسود بن يعفر :
١٠٠٩ ـ ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة |
|
في ظلّ ملك ثابت الأوتاد |
١٠١٠ ـ فإذا النّعيم وكلّ ما يلهى به |
|
يوما يصير إلى بلى ونفاد (١) |
(ما لَها مِنْ فَواقٍ). (١٥)
بالفتح والضم (٢) ، مثل : غمار الناس وغمارهم.
وقيل : الفواق بالضم : ما بين الحلبتين ، مقدار ما يفوق اللبن فيه إلى الضرع ويجتمع.
والفواق : مصدر كالإضافة ، مثل : الجواب والإجابة.
فالأول يرجع إلى مقدار وقت الراحة ، والثاني إلى نفي الإفاقة عن الغشية.
ويحتمل المعنيين قول الهذلي :
١٠١١ ـ إذا ماتت من الدّنيا حياتي |
|
فيا ليت القيامة عن فواق (٣) |
وفي معنى الفواق بالضم قول الجعدي :
١٠١٢ ـ وبنو فزارة إنها |
|
لا تلبث الحلب الحلائب (٤) |
أي : لا تلبث الحلائب قدر حلب ناقة حتى نهزمهم.
__________________
(١) البيتان في المفضليات ص ٢١٧ ، وقد تقدما في ١ / ٣٧٢.
(٢) قرأ بالضم حمزة والكسائي وخلف ، والباقون بالفتح. الإتحاف ص ٣٧٢.
(٣) البيت لأبي ذؤيب الهذلي. وهو في تفسير الماوردي ٣ / ٤٣٨.
(٤) البيت في اللسان مادة : حلب ، والحيوان ٦ / ٤٣٣ ؛ والمعاني الكبير ٢ / ٩٦٣.