اسم صنم من ذهب يعبدونه ، وبذلك الصنم سمّي بعلبك ، كما يقال : بغ داد ، ولذلك غيّر فسمي مدينة المنصور ومدينة السّلام ، إذ كان «بغ» اسم صنم.
وقيل : إنّه الربّ والسيد ، ويقال : من بعل هذه الدار؟
وقيل : إنّ البعل اسم الله بلغة اليمن ، وتقديره : أتدعون إلها غير الله.
(مُغاضِباً)(*).
قيل : لقومه لاستحالة مغاضبة الله. ولكن قوله :
(وَهُوَ مُلِيمٌ). (١٤٢)
يمنع من هذا التأويل ، لأنّ المليم (١) : هو المستحق للملام ، كما قال الأسدي :
١٠٠٣ ـ وإني أحبّ الخلد لو أستطيعه |
|
وكالخلد عندي أن أموت ولم ألم (٢) |
وليست المغاضبة بمعنى المفاعلة بين الشيئين ، ولكن المتسخّط للشيء الكئيب يقال له المغاضب ، كما قال الهذلي :
١٠٠٤ ـ يبيت إذا ما آنس الليل كانسا |
|
مبيت الغريب ذي الكساء المغاضب (٣) |
__________________
(*) هذه الآية ليست من هذه السورة ، وخلطها المؤلف بهذه السورة ، وهي من سورة الأنبياء : آية ٨٧ ، وتمامها [وذا النون إذ ذهب مغاضبا].
(١) عن ابن عباس أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى : وَهُوَ مُلِيمٌ؟ قال : المليم : المسيء والمذنب ، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت أمية بن أبي الصلت وهو يقول :
بريء من الآفات ليس لها |
|
بأهل ولكنّ المسيء هو المليم |
(٢) البيت في محاضرات الأدباء للراغب الأصبهاني ١ / ٣٧٩ ، ونسبه للأسدي كالمؤلف ؛ والحيوان ٣ / ٤٧٥ ؛ والبيان والتبيين ٣ / ٣٢٠ ، وفي المخطوطة [ويعمرا] بدل [ولم ألم] وهو تصحيف.
(٣) البيت لصخر الغيّ الهذلي. وهو في المعاني الكبير ٢ / ٧٢٩ ؛ وديوان الهذليين ٢ / ٥٣.