يقصرن طرفهن على أزواجهنّ. قال امرؤ القيس :
٩٧١ ـ من القاصرات الطّرف لودبّ محول |
|
من الذرّ فوق الإتب منها لأثّرا (١) |
(كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ). (٤٩)
في نقائها واستوائها.
وبلغ من جهل ابن الراوندي بأشعار العرب ومحاسن التشبيه أن قال : ما في بيض النعام من محاسن الحان حتى يصير موضع تشبيهها به؟! والعرب تناقلت ذلك ، والقرآن على لسانهم.
قال الراجز في الجاهلية :
٩٧٢ ـ كأنّ لون البيض في الأدحيّ |
|
لونك لو لا صفرة الجاديّ (٢) |
وقال عروة :
٩٧٣ ـ كأنهنّ وقد حسرن لواغبا |
|
بيض بأكناف الحطيم مركّم (٣) |
وقال الفرزدق :
٩٧٤ ـ فجئن إليّ لم يطمثن قبلي |
|
وهنّ أصحّ من بيض النّعام (٤) |
(فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ). (٥٥)
__________________
(١) البيت في ديوانه ص ٦٥ والإتب : القميص غير المخيط الجانبين. وهو في تلخيص كتاب الشعر ص ١٢٠ ؛ والدر المصون ٣ / ٦٨٤.
(٢) البيت في شرح مقامات الحريري ١ / ١١٢ دون نسبة ، ونسبه ابن سيده لأبي النجم في المخصص ١١ / ٢١١. والجادي : الزعفران ، يريد أنها تضمخ بالجادي وهو الزعفران ، وصفرة النعمة لا تبلغ صفرته.
(٣) البيت لعروة بن أذينة ، وهو شاعر غزل مقدّم من شعراء أهل المدينة ، وهو معدود من الفقهاء والمحدثين. روى عنه مالك بن أنس. وهو في ديوانه ص ٣٧٨ ؛ والأغاني ٢١ / ١١٠ ؛ وذيل أمالي القالي ١٢٥.
(٤) البيت في اللسان مادة : طمث ، وتفسير القرطبي ١٧ / ١٨١ ، وتفسير الماوردي ٤ / ١٥٩ ؛ والزهرة ٢ / ٨٢٩ ؛ والأضداد لابن الأنباري ص ٢١٥.