الكوفة ليقرئهم القرآن لن يتيسر لنا معرفة الحقيقة والافتراء الذي افترى به على ابن مسعود دون أن ندرس أسباب اختلاف ابن مسعود مع الوليد والي الكوفة ، والخليفة عثمان وكذلك الشأن في دراسة ما عدا ذينكم الخبرين ومن ثم رأينا انه لن يتيسر لنا دراسة كل تلكم الأخبار دون أن ندرس المجتمع الذي نزل فيه القرآن في العصر الجاهلي ثم في العصر الاسلامي في مكّة مع قريش والمدينة في ما يخص سيرة الرسول ومع من كان يعاشره وهذا ما سميناه بالمجتمع الذي انتشر منه القرآن وتمتد دراسة المجتمع الذي انتشر منه القرآن بعد الرسول وتستوعب حكم الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية حتى عصر الحجاج.
وبعد ذلك ندرس على قدر الاستطاعة تاريخ القرآن : نزوله وإقراءه وتدوينه في مكة والمدينة ونختم المجلد الأول بدراسة المصطلحات القرآنية.
وفي ضوء هذه الدراسات ندرس بإذنه تعالى روايات مدرسة الخلفاء حول القرآن الكريم في المجلد الثاني وروايات مدرسة أهل البيت في المجلد الثالث.
وبناء على ما ذكرنا سيثبت في بحوث الكتاب إن شاء الله تعالى انّ النصّ القرآني كما هو بأيدينا أوحى الله به الى رسوله (ص) وأقرأه الرسول (ص) كذلك أصحابه.
وكلّما أوحى إلى رسوله (ص) من القرآن وبيان القرآن أمر من حضره من كتّابه بتدوينه على ما حضره من جلد وخشب وعظم كتف وما شابهها ، وأوصى عليا أن يجمعه من بعده ففعل.
وكذلك فعل كل من كان تعلّم الكتابة من أصحابه ، وكذلك فعل التابعون في عصر الصحابة.
واقتضت سياسة الخلفاء من بعده أن يجردوا القرآن من حديث الرسول (ص) المبيّن لمعاني القرآن وبدءوا بذلك في عصر أبي بكر وانتهى الأمر في عصر عمر ، ونسخ عليه سبع نسخ وزعها بين أمهات البلاد الإسلامية وأمر