سبحانه : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) لأن عموم الآية يدل أنه لا يفعل شيئا من طاعته أو معصيته إلا ويجازى عليه ولا يدل على أنه لا يجوز أن يعفى عن مرتكب كبيرة لأن الآية مخصوصة بلا خلاف لأنه إن تاب عفي عنه وقد شرطوا أن لا يكون معصية صغيرة فإذا شرطوا الأمرين جاز لنا أن نخص من يعفو الله عنه.
قوله سبحانه :
(إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) معناه أنما يستحق الثواب على الطاعات من يوقعها لكونها طاعة فأما إذا فعلها لغير ذلك فلا يستحق عليها ثوابا فإذا ثبت ذلك فلا يمتنع أن يقع من الفاسق طاعة يوقعها على الوجه الذي يستحق عليها الثواب ويستحق الثواب لأن الإحباط عندنا باطل
فصل
قوله تعالى : (وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) إنما ذم الله الكافر بالظلم وإن كان الكفر أعظم منه لأن الكافر قد ضر نفسه بالخلود في النار وقد ظلم نفسه والثاني أنه إنما نفي البيع في ذلك اليوم والخلة والشفاعة قال وليس ذلك بظلم منا بل الكافرون هم الظالمون لأنهم عملوا ما استحقوا به حرمان الثواب.
قوله سبحانه :
(إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ) لما أظهر واصل بن عطا المنزلة بين المنزلتين ناظره عمرو بن عبيد فقال يا واصل لم قلت إن من أتى كبيرة من أهل الصلاة يستحق اسم النفاق قال لقوله (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ) الآيات ولقوله (إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ) فكان كل فاسق منافقا إذا كانت الألف ولام المعرفة موجودين في الفساق وقال عمرو أليس قال الله تعالى (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) وأجمع أهل العلم على أن صاحب الكبيرة يستحق اسم ظالم كما يستحق اسم فاسق فإلا كفرت صاحب الكبيرة من أهل الصلاة وهم الظالمون.
قوله سبحانه :
(وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها)