وهذا كقوله (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) وهذا السؤال ضعيف لأنه يجوز أن يكون المراد أن الجنة والنار معدان في الحكم كائنان لا محالة والأول يكون الاعتماد عليه.
قوله سبحانه :
(وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) اختلفوا في هذه الجنة فقال حسن وواصل وأبو علي والرماني وابن الإخشيد إنها جنة الخلد لأن الجنة إذا أطلقت معرفة باللام لا يعقل منها في العرف إلا جنة الخلد كما أن السماوات إذا أطلق لم يعقل منها إلا السماوات المخصوصة دون سقف البيت.
قوله سبحانه :
(هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ) قال أبو مسلم الأصفهاني وأبو القاسم البلخي لو كانت جنة الخلد لكان عالما بها فلم يحتج إلى دلالة والجنة التي كان فيها آدم كانت في الأرض حيث شاء الله تعالى واختاره الطوسي.
قوله سبحانه :
(أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ) والميراث للحي من الميت الجواب لما أعدت الجنة للمتقين جاز أن يسموا وارثين.
قوله سبحانه :
(الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ) وقوله (الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) قال أكثر المفسرين ما من كافر إلا وله منزلة في الجنة وأزواج فإن أسلم وسعد صار إلى منزله وأزواجه وإن كفر صار منزله وأزواجه إلى من أسلم وقال الجبائي يرثون الفردوس على التشبيه بالميراث المعروف من جهة الملك الذي ينتهي إليه أمره وقيل يعني يئول أمره إلى النعم في الجنة ويملك ما يعطيه الله كما يئول أمر الوارث.
قوله سبحانه :
(وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) استدل الجبائي