الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) رد على من قال إن النبوة والإمامة والملك لا يجتمع في بيت واحد
فصل
قوله تعالى : (ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) وقوله (فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) وقوله (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) ثم قال (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) وقال (إِنَّ أَجَلَ اللهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ) لا تناقض بينها لأن الأجل الوقت المعلوم أنه يحدث فيه أمر من الأمور لأن التأجيل يكون به الوقت أجلا لأمر وما في المعلوم ليس بأمر والأجل لا يتأخر ولا يتقدم والأجل المشروط بحسب الشرط ولا يجوز أن يكون المقدر أجلا كما لا يجوز أن يكون ملكا والظاهر عند حصول الأجل لا يصح وقوع التقديم والتأخير فأما قبل ذلك فلا يبعد أن يقع هناك ما يقطع عند بلوغه الأجل من قتل وغيره فإن سمى ما يعلم الله تعالى أنه لو لم يقتل فيه لعاش إليه أجلا كان ذلك مجازا لأن الحي لم يعش إليه ولا يمتنع أن يعلم الله تعالى من حال المقتول أنه لو لم يقتله القاتل لعاش إلى وقت آخر وكذلك ما روي في قصة يونس وأن الله تعالى صرف عنهم العذاب وزاد في آجالهم وما روي أن الصدقة وصلة الرحم يزيدان في الأجل لا يمنع منه مانع وإنما منع من التسمية لما قلناه.
قوله سبحانه :
(ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) الظاهر أنه قضى أجلا وأن عنده أجلا مسمى وليس فيه أنهما أجلان لأمر واحد فيمكن أن يكون أحدهما الموت في الدنيا وأجل حياتهم في الأخرى ثم إنه يعم الجميع وليس للجميع أجلان عند المخالف ثم إنه أضافه إلى نفسه فقال عنده وقال ثم أنتم تفترون في هذا الأجل المسمى يعني به القيامة وكانوا يشكون فيه وأكثر ما في القرآن من قوله (أَجَلٌ مُسَمًّى) يكون معنى به يوم القيامة نحو (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ).
قوله سبحانه :
(وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ كِتاباً مُؤَجَّلاً) قال الجبائي