لا يصلح عليه التركيب والله تعالى بين أنه ركبه في أي صورة شاء وكيف شاء.
قوله سبحانه :
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) وفيهم المشوه الخلق الجواب هذا عارض لا يعتد به في هذا الوصف والله تعالى خلق الإنسان على أحسن صورة من الحيوان كله والصورة عبارة عن بنية مخصوصة كصورة الإنسان والفرس والطير.
قوله سبحانه :
(وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ. فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى) أمر بذبح البقرة لينكشف أمر القاتل فأخر ذكر السبب عن المسبب هذه الآية وإن تأخرت فهي مقدمة في المعنى على الآية التي ذكرت فيها البقرة وتأويلها وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها فسألتم موسى فقال لكم إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة فأخر المقدم وقدم المؤخر نحو قوله (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً) شاعر : طاف الخيال وأين منك لماما. أراد طاف الخيال وأين هو منك وإنه متأخر في الحقيقة وواقع بعد ذبح بقرة (فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى) لأن الأمر بضرب المقتول ببعض البقرة أنما هو بعد الذبح فكأنه قال (فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ) ولأنكم قتلتم نفسا فادارأتم فيها أمرناكم أن تضربوه ببعضها ليكشف أمره.
قوله سبحانه :
(إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) وقال (سَنَكْتُبُ ما قالُوا) ثم قال (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ) وقال (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) وقال (وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) أضافها مرة إلى نفسه لأنه عالم بها وإلى الملائكة مرة لأنه المؤمر وقال الحسن (نَسْتَنْسِخُ) ما هو مدون عندها من أحوالنا للجزاء به ومعنى (نَسْتَنْسِخُ) نستكتب الحفظة ما يستحقونه من ثواب أو عقاب ويلغى ما عداه وقال الجبائي معنى سنكتب ما قالوا أنه يكتب في صحائف أعمالهم لأنه أظهر في الحجة عليهم وأخرى أن يستحيوا من قراءة ما أثبت من فضائحهم وقال البلخي سيحفظ ما قالوا حتى يجازوا به أي هو بمنزلة ما قد كتب في أنه