سبحانه ولا سبيل إلى ذلك إلا بظهور معجز أن الخطاب المتضمن لذلك وحي منه سبحانه وكذلك قوله في مريم (كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ) الآية فنزول الرزق من السماء معجز ومعاينة الملك المبشر لها بالمسيح في صورة بشري معجز وقوله (فَناداها مِنْ تَحْتِها) الآيات النداء لها معجز وكلام الطفل معجز وتساقط الرطب من النخلة اليابسة معجز وكلام عيسى بعد ما أشارت إليه (قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ) الآيات معجز وكذلك قوله في سارة وقد عاينت الملائكة (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) معجز ولا انفصال من ذلك بقولهم إن معجز آصف لسليمان ومعجز أم موسى لموسى ومعجز مريم لعيسى لأن المعلوم تخصص المعجز ممن ذكرناه تصديقا لهم أو تشريفا يدل على علو منازلهم
فصل
قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) أجمعت الأمة أنها نزلت في حق أمير المؤمنين ع لما تصدق بخاتمه وهو راكع ولا خلاف بين المفسرين في ذلك وأكده إجماع أهل البيت ع فثبتت ولايته على وجه التخصيص ونفى معناها عن غيره وإنما عنى بوليكم القائم بأموركم ومن يلزمكم طاعته وفرض الطاعة بعد النبي ص لا يكون إلا للإمام وثبت أيضا عصمته لأنه تعالى إذا أوجب له من فرض الطاعة مثل ما أوجبه لنفسه تعالى ولنبيه ص اقتضى ذلك طاعته في كل شيء وهذا برهان عصمته لأنه لو لم يكن كذلك لجاز منه الأمر بالقبيح وفي علمنا بأن ذلك لا يجوز عليه سبحانه دليل على وجوب العصمة.
قوله سبحانه :
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) أبو سعيد الخدري وجابر الأنصاري وجماعة من المفسرين وسائر العترة أن هذه الآية من قوله (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا) نزلت يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع سنة عشر والنبي ص واقف بعرفات وروي أنه كان على ناقته العضباء وروي أنه لم ينزل بعدها شيء وعاش النبي ص بعده