وكلاما ونطقا وفعلا كما جاء في حكاية عيسى ع (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) ثم كان هذا الكلام على طوله بالإشارة و (قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ) و (أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ) و (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) و (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ) و (ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ) الطائي:
الدار ناطقة وليست تنطق |
|
بدثورها إن الجديد سيخلق. |
عنترة في الفرس:
فأزور من وقع القنا بلبانه |
|
وشكا إلى بعيرة وتحمحم. |
وقال شاعر عن ناقته :
تقول إذا دارت لها وضيني |
|
أهذا دينه أبدا وديني |
أكل الدهر حل وارتحال |
|
أما يبقى علي ولا يقيني. |
غيره في ذئب:
يستمحر الذئب إذا لم يسمع |
|
بمثل مقراع الصفاء الموقع. |
وقال في الذباب:
مستأسد ذبابة في غيطل |
|
يقلن للرائد أعشت انزل |
يعني أنه دل بطنينه على المرعى.
نفى أريد به الإثبات (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) يعني أنها شرقية وغربية ويصيبانها جميعا يقال هذا لا أسود ولا أبيض ولا حلو ولا حامض وفلان كالخنثى لا ذكر ولا أنثى أي جميع ذلك ثبت :
أبو فصالة لا رسم ولا طلل |
|
مثل النعامة لا طير ولا جمل. |
وقال المبرد وثعلب معنى الآية بل شرقية وغربية وهو أحسن ما يكون من الشجر تطلع الشمس وتغرب عليها إثبات أريد به النفي وفيه مبالغة قولهم فلان لا يرجى خيره أي لا خير عنده على وجه من الوجوه ومثله قل ما رأيت مثل هذا الرجل أي إن مثله لم ير إلا قليلا قال إمرؤ القيس : على لاحب لا يهتدي بمناره أي لا منار له يهتدي بها وقال سويد:
من أناس ليس في أخلاقهم |
|
عاجل الفحش ولا سوء الجزع. |
أراد نفي الفحش والجزع عن أخلاقهم وقولهم فلان غير سريع إلى الخنى أي لا يقرب الخنى وعلى هذا تأويل آيات منها (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِ) وقوله (وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ) فدل على أن قتلهم