بمعنى عن أي خر عن كفرهم بالله يقال اشتكى فلان من دواء شربه وعلى دواء شربه ورمى عن قوسه وعلى قوسه وعلى بمعنى اللام والمراد فخر لهم السقف يقال ما أغضبك على ما أعملك على يريدون لي وتداعت على فلان داره واستهدم عليه حائطه ويستعملون في الأمر المكروه واللام وغيرها في خلاف ذلك يقال عمرت له ضيعته وولدت له جاريته ولا يقال عمرت عليه ضيعته ولا ولدت عليه جاريته ومن شأنهم إذا قالوا في الشر والكذب يقولون قال علي وروى علي وفي الخير والحق يقولون قال عني قال الله تعالى (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ) وقوله (أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) من فوقهم أي عليهم وقع وهلكوا تحته من فوقهم تأكيد للكلام وزيادة في البيان قوله (وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ).
قوله سبحانه :
(وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ) بمعنى ضيق صدورهم بالهم الذي حصل وإذا ضاق صدر الإنسان قصر عن معاني يحتمله الواسع الصدر.
قوله سبحانه :
(فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) قال الفراء وابن الأنباري المعنى (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِ) البعض الذي غشيهم لأنه لم يغشهم جميع ماء اليم بل غشيهم بعضه فقال تعالى (ما غَشِيَهُمْ) ليدل على أن الذي غرقهم بعض الماء وأنهم لم يغرقوا بجميعه فغشي فرعون وقومه من ماء البحر ما غشي موسى وقومه إلا أن فرعون وقومه غرقهم وموسى وقومه جعل لهم في الطريق يبس فتكون الهاء الأولة كناية عن فرعون والثانية كناية عن موسى وقومه غشيهم من عذاب أليم وإهلاكه لهم ما غشي الأمم السالفة من العذاب والهلاك عند تكذيبهم أنبياءهم فغشيهم من قبل اليم ما غشيهم من العطب والهلاك من البحر وقال المرتضى الفائدة في قوله (ما غَشِيَهُمْ) تعظيم الأمر يقال فعل فلان ما فعل وأقدم على ما أقدم ومن هذا الباب هذا هذا وأنت أنت وهم هم قال أبو النجم : أنا أبو النجم وشعري شعري.
قوله سبحانه :
(وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها) الآية ١٨٥ ٢ الرجل من العرب