كما مرّ بنا في
الحلقة السابقة ـ نجد ان الجعل باعتباره امرا نفسانيا منوط ومرتبط بشروط الاتصاف
بوجودها التقديري اللحاظي ـ كالارادة تماما ـ لا بوجودها الخارجي ، ولهذا كثيرا ما
يتحقق الجعل قبل ان توجد شروط الاتصاف خارجا ، وامّا فعلية المجعول فهي منوطة
بفعلية شروط الاتصاف بوجودها الخارجي ، فما لم توجد خارجا كل القيود الماخوذة في
موضوع الحكم لا يكون المجعول فعليا ، وامّا شروط الترتب فتؤخذ قيودا في الواجب
تبعا لاخذها قيودا في المراد .
وبهذا نعرف ان
الوجوب المجعول لا ثبوت له قبل وجود شروط الاتصاف لانه مشروط بها في عالم
الجعل.
وامّا ما يقال من
ان الوجوب المشروط غير معقول لان المولى يجعل الحكم قبل ان تتحقّق الشروط خارجا
فكيف يكون مشروطا ؟
__________________