قال : ابنا أبو إسحاق البرمكي ، قال : ابنا محمد بن إسماعيل بن العباس ، قال : ابنا أبو بكر بن أبي داود ، قال : بنا محمد بن بشار ، قال : بنا محمد ، قال : بنا شعبة ، عن فراس ، عن الشعبي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : «ثلاثة يدعون الله فلا
__________________
وأخرجه الخرائطي في «مساوئ الأخلاق» رقم (٦) من طريق : عمرو بن مرزوق ، ثنا شعبة به.
والحديث روي مرفوعا :
أخرجه الحاكم (٢ / ٣٠٢) والبيهقي في «السنن» (١٠ / ١٤٦) وفي «شعب الإيمان» (٦ / ٢٤٩ / ٨٠٤١) وابن شاذان في «المشيخة الصغرى» كما في «الصحيحة» (٤ / ٤٢٠).
من طريق : أبي المثنى معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري ، حدثنا أبي ، ثنا أبي ، ثنا شعبة ، عن فراس ، عن الشعبي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى مرفوعا.
ووقع عند الحاكم : «أبو المثنى معاذ بن معاذ العنبري ، ثنا أبي ، ثنا شعبة به».
وقد أشار الطحاوي إلى هذه الرواية في «مشكل الآثار» (٣ / ٢١٦ / ٢١١).
قال الحاكم : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه لتوقيف أصحاب شعبة هذا الحديث على أبي موسى».
قال الذهبي في «التلخيص» : «ولم يخرجاه لأن الجمهور رووه عن شعبة موقوفا ، ورفعه معاذ بن معاذ عنه».
وقال في «المهذب» ـ أي : تهذيب السنن للبيهقي ـ كما نقله عنه المناوي في «فيض القدير» (٦ / ٢٨٤٨ ـ ط الباز) : «هو مع نكارته إسناده نظيف».
وتابع معاذ بن معاذ عليه ؛ داود بن إبراهيم الواسطي ، عن شعبة به عند أبي نعيم في «مسانيد أبي يحيى فراس الهمداني» (ص ٩٤ رقم : ٢٩).
قال الشيخ الألباني : «وداود هذا ثقة كما قال في «الجرح» (١ / ٢ / ٤٠٧)».
قلت : داود بن إبراهيم الواسطي «متروك الحديث كان يكذب».
أما الذي وثقه أبو حاتم هو داود بن إبراهيم الواسطي ، لكنه ليس راوي هذا الخبر ؛ إنما هو آخر الذي يروي عن حبيب بن سالم.
فاختلط الأمر على الشيخ الألباني ـ رحمهالله ـ فظن أن الموثق هو راوي هذا الحديث والصواب أنه «متروك الحديث».
وسبب هذا الوهم أن أبا حاتم ترجم للرجلين معا ، وقد ذكر أن الأول يروي عن حبيب بن سالم ، وهو ثقة.
والثاني يروي عن شعبة ، وهو متروك الحديث ، وهو الراوي هنا.
وانظر «الجرح والتعديل» (٣ / ٤٠٧ / ١٨٦٦).
وتابعه أيضا عمرو بن حكام ، عن شعبة به. عند الطحاوي في «مشكل الآثار» (٣ / ٢١٦).
وعمرو بن حكام ؛ «ليس بالقوي» كما قال أبو زرعة ؛ انظر «الجرح والتعديل» (٦ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨ / ١٢٦٥).
فالحديث مختلف في رفعه على شعبة والصواب فيه أنه موقوف.
وقد أعلّه الشيخ المحدث مقبل بن هادي الوادعي ـ سلّمه الله ـ فأودعه في كتابه الماتع «أحاديث معلة ظاهرها الصحة» (ص ٢٧٠ رقم : ٢٩٣).
وأودعه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (١٨٠٥). والله تعالى أعلم بالصواب.