وقرب أبي بكر وملأ لمولاه فقال عبد الله : ما مثلنا ومثل هؤلاء إلا كما قيل : «سمّن كلبك يأكلك» فبلغ قوله عمر فاشتمل بسيفه يريد التوجه إليه فنزلت هذه الآية ، رواه عطاء عن ابن عباس.
الباب الثامن والأربعون
باب ذكر
ما ادّعي عليه النسخ في سورة الأحقاف
ذكر الآية الأولى :
قوله تعالى : (وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ) [الأحقاف : ٩].
اختلف المفسرون في هذا على قولين :
القول الأول : أنه راجع إلى الدنيا ، ثم لهؤلاء فيه قولان :
الأول : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم رأى في المنام أنه يهاجر إلى أرض ذات نخل وشجر وماء ، فقصّها على أصحابه ثم مكثوا برهة لا يرون ذلك ، فقالوا : يا رسول الله ؛ متى نهاجر؟ فسكت ، فنزلت هذه الآية ، ومعناها : لا أدري أخرج إلى الموضع الذي رأيته في منامي أم لا. رواه أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما.
قال عطية : ما أدري هل يتركني بمكة أو يخرجني منها.
والثاني : ما أدري هل أخرج كما أخرج الأنبياء قبلي وأقتل كما قتلوا؟ أو لا أدري ما يفعل بكم ، أتعذّبون أم تؤجرون ، أتصدّقون أم تكذّبون؟ قاله الحسن.
والقول الثاني : أنه راجع إلى الآخرة.
[٢٠٧] ـ أخبرنا المبارك بن علي ، قال : ابنا أحمد بن الحسين ، قال : ابنا البرمكي ، قال : ابنا محمد بن إسماعيل ، ابنا أبو بكر أبي داود ، قال : بنا يعقوب بن سفيان ، قال : بنا أبو صالح ، قال : حدّثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : (وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ) فأنزل الله بعدها : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) [الفتح : ٢] وقال : (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ) [الفتح : ٥] فأعلمه ما يفعل به وبالمؤمنين.
وممن ذهب إلى نحو هذا أنس وعكرمة وقتادة ، وقد زعم قوم أن هذا من