البرمكي ، قال : ابنا محمّد بن إسماعيل ، قال : بنا أبو بكر بن أبي داود ، قال : بنا قيس ، عن حصين ، عن مجاهد (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) قال : من أدّى منهم الجزية فلا تقل له إلا حسنا.
ذكر الآية الثانية :
قوله تعالى : (وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) [العنكبوت : ٥٠] زعم بعضهم أنه منسوخ بآية السيف ، وهذا لو كان في قوله وما أنا إلا نذير احتمل ، فأما هاهنا فلا ، لأن هذه الآية أثبتت أنه نذير ، ويؤيد إحكامها أنها خبر.
الباب الثالث والثلاثون
باب ذكر
ما ادّعي عليه النسخ في سورة الروم
قوله تعالى : (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) [الروم : ٦٠] زعم السدي : أنها نسخت بآية السيف ، وهذا إنما يصح له أن لو كان الأمر بالصبر عن قتالهم فأما إذا احتمل أن يكون صبرا على ما أمر به أو عما نهى عنه لم يتصور نسخ.
الباب الرابع والثلاثون
باب ذكر
ادّعي عليه النسخ في سورة لقمان
قوله تعالى : (وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ) [لقمان : ٢٣].
ذهب بعض المفسرين إلى أن هذا منسوخ بآية السيف ، وقال بعضهم : نسخ معناها لا لفظها بآية السيف ، وهذا ليس بشيء ؛ لأنها إنما تضمنت التسلية له عن الحزن ، وذلك لا ينافي القتال.