الباب السادس والعشرون
باب ذكر الآيات اللواتي
ادّعي عليهن النسخ في سورة المؤمنون
ذكر الآية الأولى :
قوله تعالى : (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ) [المؤمنون : ٥٤] أي : في عمايتهم وحيرتهم إلى أن يأتيهم ما وعدوا به من العذاب.
واختلفوا : هل هذه منسوخة أم لا ، على قولين :
الأول : أنها منسوخة بآية السيف لأنها اقتضت ترك الكفار على ما هم عليه.
والثاني: أن معناها الوعيد والتهديد ، فهي محكمة.
ذكر الآية الثانية:
قوله تعالى : (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ) [المؤمنون : ٩٦].
للمفسرين في معناها هذه أربعة أقوال :
الأول : ادفع إساءة المسيء بالصفح ، قاله الحسن.
والثاني : ادفع الفحش بالإسلام ، قاله عطاء والضحاك.
والثالث : ادفع الشرك بالتوحيد ، قاله ابن السائب.
والرابع : ادفع المنكر بالموعظة ، حكاه الماوردي.
وقد ذكر بعض المفسرين أن هذه الآية منسوخة ، وقال بعض المحققين من العلماء : لا حاجة بنا إلى القول بالنسخ ؛ لأن المداراة محمودة ما لم تضر بالدين ، ولم تؤد إلى إبطال حق وإثبات باطل (١).
الباب السابع والعشرون
باب ذكر الآيات اللواتي
ادّعي عليهن النسخ في سورة النور
ذكر الآية الأولى :
قوله تعالى : (الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ) [النور : ٣].
__________________
(١) انظر «صفوة الراسخ» (ص ١٢٠) و «جمال القراء» (٢ / ٧٦٥).