روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قوله : (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ) نسخ بآية السيف وفرض الجهاد ، وكذلك قال قتادة : وعلى ما سبق تحقيقه في مواضع من أنه ليس عليك أن تأتيهم بما يقترحون من الآيات إنما عليك أن تبلغ ، تكون محكمة ولا يكون بينها وبين آية السيف منافاة.
الباب العشرون
باب ذكر الآيات اللواتي
ادّعي عليهن النسخ في سورة الحجر
ذكر الآية الأولى :
قوله تعالى : (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) [الحجر : ٣]
قد زعم كثير من المفسرين : أنها منسوخة بآية السيف والتحقيق أنها وعيد وتهديد ، وذلك لا ينافي قتالهم فلا وجه للنسخ.
ذكر الآية الثانية :
قوله تعالى : (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) [الحجر : ٨٥].
[١٧١] ـ أخبرنا المبارك بن علي ، قال : ابنا أحمد بن الحسين بن قريش قال : ابنا البرمكي قال : ابنا محمّد بن إسماعيل بن العباس ، قال : ابنا أبو بكر بن أبي داود ، قال : بنا عبد الله بن سعيد ، قال : بنا عقبة ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن مجاهد وعكرمة (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) قال : هذا قبل القتال.
قال أبو بكر : وبنا موسى بن هارون ، قال : ابنا الحسين ، قال : بنا شيبان ، عن قتادة (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) قال : نسخ هذا بعد ، فقال : (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) [البقرة : ١٩١].
ذكر الآية الثالثة :
قوله تعالى : (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ) [الحجر : ٨٨].
قد زعم قوم أن هذا كان قبل أن يؤمر بقتالهم ثم نسخ بآية السيف ، وهذا ليس بشيء ؛ لأن المعنى : لا تحزن عليهم إن لم يؤمنوا ، وقيل : لا تحزن بما أنعمت عليهم في الدنيا ، ولا وجه لنسخ ، وكذلك قال أبو الوفاء بن عقيل : قد