يستجاب لهم ... أحدهم : رجل كان له على رجل دين فلم يشهد عليه».
ذكر الآية السادسة والثلاثين :
قوله تعالى : (وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ) [البقرة : ٢٨٤].
أما إبداء ما في النفس فإنه العمل بما أضمره العبد أو نطق به ، وهذا مما يحاسب عليه العبد ، ويؤاخذ به ، فأما ما يخفيه في نفسه فاختلف العلماء في المراد بالمخفي في هذه الآية على قولين :
الأول : أنه عام في جميع المخفيات ، وهو قول الأكثرين ، ثم اختلفوا هل هذا الحكم ثابت في المؤاخذة أم منسوخ؟ على قولين :
الأول : أنه منسوخ بقوله : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) [البقرة : ٢٨٦] هذا قول علي بن مسعود في آخرين.
[٧٣] (١) ـ أخبرنا إسماعيل بن أحمد ، قال : ابنا عمر بن عبيد الله ، قال : ابنا ابن بشران ، قال : ابنا إسحاق الكاذي ، قال : بنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدّثني أبي ، قال : بنا عبد العزيز ـ يعني ابن أبان ـ قال : بنا إسرائيل ، عن السدّي ، عمن سمع عليا رضي الله عنه قال : نزلت : (وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ) [البقرة : ٢٨٤] أحزنتنا وهمتنا فقلنا : يحدّث أحدنا نفسه فيحاسب به ، فلم ندر ما يغفر منه وما لم يغفر ، فنزلت بعدها فنسختها : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها).
[٧٤] ـ أخبرنا المبارك بن علي قال : ابنا أحمد بن الحسين بن قريض ، قال : ابنا إسحاق البرمكي قال ابنا : محمد بن إسماعيل بن العباس ، قال : ابنا أبو بكر بن أبي داود قال : بنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد ، قال : بنا حجاج قال : بنا هشيم ، عن سيار أبي الحكم ، عن الشعبي ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود ، في قوله : (وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ) قال : نسختها الآية التي تليها (لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ) [البقرة : ٢٨٦].
[٧٥] (٢) ـ أخبرنا أبو بكر العامري ، قال : ابنا أبو عبد الله الطوسي ، قال : ابنا
__________________
(١) إسناده ضعيف.
وأخرجه عبد بن حميد كما في «العجاب» (١ / ٦٥٢) والترمذي (٢٩٩٠) وضعّف إسناده الألباني في «ضعيف سنن الترمذي» رقم (٥٧٣).
(٢) أخرجه مسلم (١٢٥) وأحمد (٢ / ٤١٢) وأبو عوانة في «مسنده» (١ / ٧٥ ـ ٧٦ / ٢٢٢) وابن حبان (١ / ٢٥٠ ـ ٢٥١ / ١٣٩) والواحدي في «أسباب النزول» (ص ٩٤) وابن أبي حاتم في «تفسيره» (٢ / ٥٧٣ / ٣٠٦٠).
من طرق ؛ عن العلاء بن عبد الرحمن به.