دعا مؤلّفنا إلى التأليف فيه ، والذي تصدّى له شيخنا المؤلّف فيه ـ كباقي كتبه ـ يعدّ من الأمور المهمّة في مجال المعارف الإسلاميّة ؛ من جهود الأنبياء في إرساء دين الله عزوجل وصبرهم على الأذى في جنب الله تعالى المنبئة عن سامي مرتبتهم وجليل منزلتهم وإثبات نبوّتهم وغير ذلك من الفوائد الكثيرة التي ليس هنا مقام بيانها.
ولأجل الوقوف على موضوع الكتاب ومعرفة أهداف المؤلّف في تأليفه لابدّ لنا أن نعرف فوائد ذكر قصص الأنبياء وتأريخ حياتهم على نبيّنا وآله وعليهمالسلام ومعرفة مصادرها وبيان أهمّيّتها ، وقد ذكر زميلنا الأخ فضيلة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ عبد الحليم الحلّي ـ أعانه الله ببلوغ الآمال وأيّده بجنود الإقبال ـ جملة من هذه الفوائد في مقدّمة هذا الكتاب ؛ فراجع هناك.
وعلى كلّ حال «كتاب النبوّة» هذا من أوائل الكتب المؤلّفة في هذا الموضوع ، فهو عريق في القدم من الناحيّة التراثيّة.
وصف الكتاب :
يتبيّن لنا بعض مواصفات تأليف الأصل من فحوى عبارات المؤلّف وبعض عبارات القدامى ممّن وصل إليهم الكتاب ، وهو كما يلي :
أجزاء الكتاب :
يفهم من جملة النصوص المذكورة سابقا أنّ حجم هذا الكتاب كان كبيرا ، ولذا جزّأه الصدوق في أربعة أجزاء ، فإنّه روى في كتاب الخصال خبرا في المستهزئين برسول الله صلىاللهعليهوآله وقال في آخره : «... وقد أخرجته بتمامه في آخر الجزء الرابع من كتاب النبوّة» (١).
__________________
(١) كتاب الخصال : ٢٨٠ / ذيل الحديث ٢٥.