ضيفهم ، فرخص لهم أن يأكلوا كيف شاءوا «جميعا» [مجتمعين](١) «أو أشتاتا» متفرقين ، (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) ، أي ليسلم بعضكم على بعض ، هذا في دخول الرجل بيت نفسه يسلم على أهله ومن في بيته ، وهو قول جابر وطاوس والزهري وقتادة والضحاك وعمرو بن دينار ، قال قتادة : إذا دخلت بيتك فسلم على أهلك فهو أحق من سلمت عليه ، وإذا دخلت بيتا لا أحد فيه فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. حدّثنا أن الملائكة ترد عليه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن لم يكن في البيت أحد فليقل السلام علينا [من ربنا السلام علينا](٢) وعلى عباد الله الصالحين ، السلام على أهل البيت ورحمة الله.
وروى عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) قال : إذا دخلت المسجد فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. (تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ). نصب على المصدر أي تحيون [أنفسكم](٣) تحية ، (مُبارَكَةً طَيِّبَةً) ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : حسنة جميلة. وقيل : ذكر البركة والطيبة هاهنا لما فيه من الثواب والأجر. (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٦٢) لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٦٣))
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ) ، أي مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، (عَلى أَمْرٍ جامِعٍ) ، يجمعهم من حرب حضرت أو صلاة أو جمعة أو عيد أو جماعة أو تشاور في أمر نزل ، (لَمْ يَذْهَبُوا) ، لم يتفرقوا عنه [و](٤) لم ينصرفوا عمّا اجتمعوا له من الأمر ، (حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ).
[١٥٥٠] قال المفسرون : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا صعد المنبر يوم الجمعة وأراد الرجل أن يخرج من المسجد لحاجة أو عذر لم يخرج حتى يقوم بحيال رسول الله صلىاللهعليهوسلم حيث يراه فيعرف أنه إنما قام ليستأذن ، فيأذن لمن شاء منهم.
قال مجاهد : وإذن الإمام يوم الجمعة أن يشير بيده. قال أهل العلم : وكذلك كل أمر اجتمع عليه المسلمون مع الإمام لا يخالفونه ولا يرجعون عنه إلا بإذن ، وإذ استأذن فالإمام [بالخيار](٥) إن شاء أذن له
__________________
[١٥٥٠] ـ ذكره الواحدي في «الوسيط» ٣ / ٣٣١ نقلا عن المفسرين ولم أقف على إسناده ، فهو مما لا أصل له ، والمراد في ذلك الجهاد ، ويدخل في ذلك كل أمر جامع ، لكن سياق الآيات يشير إلى الجهاد.
ـ وانظر تفسير الطبري ٢٦٢٥٧ و ٢٦٢٥٨ و ٢٦٢٥٩.
(١) سقط من المطبوع.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) زيادة عن المخطوط.