(إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ) ، جمع سوار ، (وَلُؤْلُؤاً) ، قرأ أهل المدينة وعاصم (ولؤلؤا) هاهنا وفي سورة الملائكة [فاطر : ٣٣] بالنصب وافق يعقوب هاهنا على معنى ويحلون لؤلؤا ولأنها مكتوبة في المصاحف بالألف وقرأ الآخرون بالخفض عطفا على قوله : (من ذهب) وترك الهمزة الأولى في كل القرآن أبو جعفر وأبو بكر ، واختلفوا في وجه إثبات الألف فيه فقال أبو عمرو : أثبتوها فيها كما أثبتوا في : قالوا وكالوا (١) ، وقال الكسائي : أثبتوها للهمزة لأن الهمزة حرف من الحروف (وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) أي : أنهم يلبسون في الجنة ثياب الإبريسم وهو الذي حرم لبسه في الدنيا على الرجال.
[١٤٥٢] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا عبد الرحمن بن أبي شريح أنا أبو القاسم البغوي أنا علي بن الجعد أنا شعبة عن قتادة عن داود السراج عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه الله إيّاه في الآخرة ، فإن دخل الجنة لبسه أهل الجنة ولم يلبسه هو».
قوله تعالى : (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) ، قال ابن عباس : هو شهادة أن لا إله إلا الله. وقال ابن زيد : لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله. وقال السدي : أي القرآن. وقيل : هو قول أهل الجنة الحمد لله الّذي صدقنا وعده. (وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ) ، إلى دين الله وهو الإسلام والحميد هو الله المحمود في أفعاله [وأقواله](٢).
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٥) وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (٢٦) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (٢٧) لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ (٢٨))
__________________
[١٤٥٢] ـ صدره صحيح. إسناده ضعيف ، رجاله ثقات مشاهير غير داود السراج ، فإنه مجهول لم يرو عنه غير قتادة ، وثقه ابن حبان على قاعدته ، وجهّله علي المديني ، والقول قول المديني.
ـ وهو في «شرح السنة» ٢٩٩٥ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «مسند علي بن الجعد» ١٠١٠ عن شعبة بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه النسائي في «الكبرى» ٩٦٠٩ و ٩٦١٠ من طريقين عن شعبة به.
ـ وأخرجه أحمد ٣ / ٢٣ والطيالسي ٢٢٠٧ والحاكم ٤ / ١٩١ وابن حبان ٥٤٣٧ والطحاوي في «المشكل» ٤٨٤٥ من طرق عن قتادة به.
وصححه الحاكم! ووافقه الذهبي! مع أنه ذكر داود السراج في «الميزان» وقال : لم يرو عنه غير قتادة. أي هو مجهول.
ـ وصدر الحديث عند البخاري ٥٨٣٢ ومسلم ٢٠٧٣ وابن ماجه ٣٥٨٨ وأحمد ٣ / ١٠١ وأبو يعلى ٣٩٣٠ وابن حبان ٥٤٢٩ من حديث أنس.
(١) في المطبوع و ـ ط «وكانوا».
(٢) زيادة عن المخطوط.