من أصحاب النبي. وكأنّهم أيّدوا تعريفهم هذا بما رووه عن النبي من أنّه قال
:
«يغزو قوم
فيقال :
هل فيكم من رأى
رسول الله فيفتح لهم!».
وقال في مقدمة «كتاب الإصابة في تمييز الصحابة» :
أصحّ ما وقفت
عليه من ذلك أنّ الصحابي ـ من لقي النبي صلىاللهعليهوسلم مؤمنا به ، ومات على الإسلام ، فيدخل فيمن لقيه ، ومن
طالت مجالسته له أو قصرت.
ومن روى عنه ،
أو لم يرو ، ومن غزا معه ، أو لم يغز ، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه ، ومن لم يره
لعارض كالعمى ...» .
أوجب العلماء
... البحث عن رواة الحديث ، فجرحوا من جرحوا ، وعدّلوا من عدلوا ، وهم على حق في
ذلك ، إذ لا يصح أن يؤخذ قول أيّ إنسان مهما كان بغير تمحيص ، وتحقيق ، ونقد ،
وعلى أنّهم قد جعلوا جرح الرواة وتعديلهم واجبا تطبيقه على كلّ راو ، مهما كان
قدره ، فإنّهم قد وقفوا دون عتبة الصحابة فلم يتجاوزوها ، إذ اعتبروهم جميعا عدولا
لا يجوز عليهم نقد ، ولا يتّجه إليهم تجريح ، ومن قولهم في ذلك : «إنّ بساطهم قد
طوي».
ومن العجيب
أنّهم يقفون هذا الموقف ، على حين أنّ بعض الصحابة أنفسهم قد انتقد بعضهم بعضا ،
وكفّر بعضهم بعضا.
قال النووي في
التقريب : الصحابة كلّهم عدول ، من لابس الفتنة وغيرهم.
__________________